وصرح وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، نير بركات بأن حوالي 600 شركة إسرائيلية بدأت العمل في دولة الإمارات منذ إقامة علاقات التطبيع بين البلدين.
وقال بركات إن العديد من هذه الشركات أنشأت فروعًا لها في الإمارات وتبيع منتجاتها وخدماتها “بنجاح كبير” في المنطقة، بما في ذلك في السعودية، التي لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل.
وذكر بركات أن إسرائيل تتجه نحو أسواق في شبه الجزيرة العربية والهند لتعزيز تجارتها، بينما تسعى الحكومة إلى رفع قيمة صادراتها من 150 مليار دولار إلى ما يقرب من تريليون دولار خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.
وفقاً لوزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، نير بركات، فإن شركات إسرائيل أنشأت فروعاً لها في الدولة الخليجية، بل وتحقق نجاحات وصفها بـ"الباهرة"، من خلال "بيع السلع والخدمات الإسرائيلية في المنطقة، ويشمل ذلك السعودية" وفق تصريحاته لوكالة بلومبيرغ.
ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، إلا أن تصريحات وزير الاقتصاد الإسرائيلي عبَّرت عن تعاون تجاري من خلال إدخال السلع والخدمات الإسرائيلية إلى المملكة، عبر هذه الشركات التي تتخذ من الإمارات مقراً لها. لكن متحدثاً باسم وزارة الاستثمار السعودية لم يرد على طلب بلومبيرغ للتعليق.
ومن خلال الإمارات تتجه إسرائيل نحو أسواق شبه الجزيرة العربية و الهند لتعزيز التجارة، وتريد زيادة الصادرات من 150 مليار دولار إلى نحو "تريليون دولار" خلال السنوات الـ15 المقبلة.
وأشار بركات إلى أنه تم تعيين ما يُسمى بمديري المجموعات في قطاعات تشمل الصحراء والمناخ، والدفاع والأمن الداخلي، والتكنولوجيا الفائقة، بالإضافة إلى علوم الحياة والصحة، لمواءمة الشركات الإسرائيلية مع الفرص المتاحة على أرض الواقع. وأضاف أن الهدف هو تعزيز حضورها في "مركز دبي" والاستفادة من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي الذي يضم حوالي 10,000 شركة ناشئة.
وأوضح بركات، أن الحكومة الإسرائيلية حدّدت دبي وهي مركز التجارة والتمويل والسياحة في الشرق الأوسط كمحور رئيسي للتوسع.
وقد تساعد هذه الاستراتيجية في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من ضغوط بعد أكثر من 18 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية في غزة. كما قد تُساهم الخطة في تخفيف حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، حيث تجري مفاوضات حالياً حول شروط إسرائيل.
وقال بركات: “هذا يضعنا في موقع مختلف تمامًا في السوق العالمية، وكذلك من حيث استقرار الدولة وقوة الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف أن “مديرين عنقوديين” (cluster managers) تم تعيينهم للإشراف على قطاعات تشمل: الصحراء والمناخ، الدفاع والأمن الداخلي، التكنولوجيا المتقدمة، وعلوم الحياة والصحة، بهدف ربط الشركات الإسرائيلية بالفرص على أرض الواقع. والهدف هو تعزيز الوجود في “محور دبي” والاستفادة من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي الذي يضم حوالي 10,000 شركة ناشئة.
وتُعد عملية التكامل بين إسرائيل والدول العربية أولوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل السعودية ودولًا أخرى. لكن هذا الطموح واجه تحديات بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة التي جعلت من التقارب مع الدولة العبرية أمرًا أكثر صعوبة.
--التعاون "السعودي الإسرائيلي":
نقلت بلومبيرغ عن أحد رواد الأعمال اليهود الأمريكيين قوله إن هناك تقدماً تدريجياً بخصوص التعاون التجاري والاستثماري بين السعودية وإسرائيل. هذا اليهودي عمل على مساعدة الشركات الإسرائيلية في دخول سوق الإمارات لسنوات قبل إبرام اتفاقيات التطبيع (اتفاقيات أبراهام)، وانتقل الآن إلى الرياض آملاً في القيام بنفس الخطوة قبل إقامة العلاقات المحتملة بين الرياض وتل أبيب، والتي تتوسط بشأنها واشنطن بشكل حثيث.
ومن الشركات التي ستنشط مع السعودية، شركة "فلو" الناشئة التي أطلقها الملياردير الإسرائيلي "آدم نيومان"، وهو المؤسس المشارك لشركة "وي وورك".
--شركة "فلو" قامت بافتتاح مجمع سكني يضم 238 شقة في الرياض في سبتمبر 2024.
من جهة أخرى، هناك إسحاق "يتس" أبلباوم، وهو المؤسس والشريك العام في شركة "ميزما فينتشرز"، التي تستثمر في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية الناشئة. أبلباوم أسَّس مكتباً عائلياً في الرياض للاستثمار في الشركات السعودية، وقال وفق متابعات بقش إن هناك فرصاً هائلة حين يحدث التطبيع، إذ "سيستفيد السعوديون والإسرائيليون من نقاط قوة بعضهم البعض".