وبعد ساعات من إعلان قوات صنعاء في بيان على لسان المتحدث باسمها، عن خوض مواجهة واشتباك امتد لساعات مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر، نتج عنه انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" إلى أقصى شمال البحر الأحمر، اعترفت البحرية الأمريكية بسقوط إحدى الطائرات من طراز F18، من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" وإصابة أحد العاملين على متن الحاملة، أثناء إبحارها في البحر الأحمر.
وفي تفسير أولي لملابسات سقوط الطائرة قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية، نقلا عن مسؤول في الكونغرس، إن "الطائرة سقطت من على متن حاملة الطائرات أثناء مناورتها لتفادي نيران الحوثيين، مضيفة سقوط الطائرة أتى بعد انعطافة شديدة لتفادي الهجمات التي واجهتها من قبل الحوثيين". ويعد هذا الاعتراف الثاني من نوعه، حيث سبق أن اعترفت البحرية الأمريكية في ديسمبر الماضي بسقوط طائرة من ذات الطراز، قالت حينها أنها أسقطت عن طريق الخطأ بنيران صديقة.
وعلاوة على ما يؤكده اعتراف أمريكا عن سقوط الطائرة من صدق رواية قوات صنعاء حول تمكنها من دحر حاملة الطائرات هاري ترومان، وإجبارها على الانسحاب، فإن هذا الاعتراف الذي أتى بعد ساعات قليلة من بيان قوات صنعاء الذي أعلنت فيه تمكنها- بعد اشتباك استمر لساعات، من إجبار حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان على الانسحاب من موقع تمركزها إلى أقصى شمال البحر الأحمر، من شأنه- بحسب محللين- أن يفتح الباب واسعا أمام التساؤلات والتحليلات التي يأتي في مقدمتها هل سقطت الطائرة نتيجة انعطاف حاد أثناء عملية المناورة لتفادي نيران قوات صنعاء، كما جاء في الرواية الأمريكية، أم أن حدثا ما أثناء عملية الاشتباك والمواجهة هو ما تسبب بإسقاط الطائرة، وهل اقتصرت الأضرار العسكرية على سقوط الطائرة في البحر وإصابة أحد أفراد البحرية الأمريكية أم أن هناك الكثير من الخسائر، خاصة وأنه لا يوجد طرف آخر مستقل في مسرح الأحداث يمكن الوثوق بروايته.
ويؤكد المحللون أن حادثة سقوط الطائرة وفقا للرواية الأمريكية، تمثل فضيحة وانكشافا جديدا للقوات الأمريكية، وتكشف عن ضعف كبير تعاني منه القوات الأمريكية من شأنه إسقاط الهيبة التي صنعتها آلة الدعاية الأمريكية حول قواتها التي لا تقهر ولا يمكن لأي قوة في العالم مواجهتها أو الصمود أمامها، مضيفين أنه سواء سقطت الطائرة من تلقاء نفسها أثناء حركة معينة من حاملة الطائرات خلال المواجهة، أو تم إسقاطها بفعل عسكري من قبل قوات صنعاء، فإن ما هو ثابت من خلال الروايتين الأمريكية واليمنية، هو أن اشتباكات عنيفة دارت، كان المهاجم فيها هو قوات صنعاء، بحيث تحول الطرف الآخر (الأمريكي) إلى وضع الدفاع، وأن هذه الاشتباكات كانت شديدة لدرجة أن المواجهة من قبل الطرف المدافع أصيب بحالة ارتباك ناجمة عن فجوة دفاعية كبيرة أمام نيران قوات صنعاء، بحيث أجبر على الهروب، وتطلبت منه الموقف حركات حادة وانعطاف سريع نتجت عنه حادثة سقوط الطائرة، وفقا للرواية الأمريكية طبعا، والتي لا أحد يمكنه الجزم بمدى صدقها من غيره.