آخر الأخبار

كاتب أمريكي يخاطب ترامب : ما فقدته أمريكا لن يعود بالشعارات أو الرسوم الجمركية

شارك

وذكر الكاتب جيري نولان مؤسس صحيفة "ذا أيسلاندر"، في مقال نشره على موقع الصحيفة، إنه "بعد أسابيع من تصعيد الرسوم الجمركية وانتقادات المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك إهانة نائب الرئيس جيه دي فانس الشهيرة بـ"الفلاحين الصينيين"، وضعت الصين خطوطها الحمراء: لا مفاوضات حتى تتوقف واشنطن عن التصرف كطفلة شقية. إدارة ترامب، المتلهفة للفوز في صورة تذكارية، تجد نفسها الآن متجاهلة من قبل القوة الصناعية العظمى في العالم".

وقال نولان مخاطباً الأمريكيين: "لا تُهينوا حضارةً بنت طريق الحرير عندما لم يكن بلدكم موجوداً إلا قبل قرنين من الزمان. لا تسخروا من مخترعي صناعة الورق والبوصلة والحكم المركزي بينما كان أسلافكم لا يزالون يقايضون الحجارة بجلود الغزال. هذه ليست دبلوماسية، بل غطرسة، وقد أغلقت بكين الباب في وجهها".

وأضاف: "إن موقف واشنطن المُنفصِم، حيث يُغرّد ترامب بـ"حبه" لشي جين بينغ، بينما تُلقي حكومته بازدراء عنصري من خلف المنصة، لم يُعمّق إلا الانقسام. لقد سئمت بكين من الإمبراطورية ثنائية القطب، وجعلتها رسمياً".

وبشأن الرسوم الأمريكية وردود الصين عليها، قال الكاتب الأمريكي: "إليكم الحقائق: فرض ترامب رسوماً جمركية قاسية بنسبة 145% على الواردات الصينية، ردّت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية، وأبعدت بوينغ عن خططها للطيران تماماً. ثم جاءت النهاية: لا طائرات جديدة، لا قطع غيار، لا مناقشات. كان هذا بعد تجميد اعتماد الولايات المتحدة على المعادن النادرة الأساسية. قطاعات الدفاع والفضاء والرقائق الأمريكية، الهشة أصلاً، تلقت ضربة موجعة".

وأكد أن "الصين هي المسيطرة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة فرغت قاعدتها الصناعية قبل عقود، وهو مل لن يعود بالشعارات أو الرسوم الجمركية، مضيفاً: "لا يمكنك عكس مسار 30 عاماً من تراجع الصناعة بمجرد نقرة إصبع. لا تستطيع الشركات متعددة الجنسيات إنشاء مصانع في 12 شهراً، بل تحتاج إلى 5-10 سنوات وقوى عاملة لم تعد موجودة. في الوقت نفسه"، موضحاً أن الصين تسيطر على 90% من معالجة المعادن النادرة، وتمتلك أكثر من 800 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، وتتاجر مع الغالبية العالمية بأكملها، مؤكداً أنها لا تحتاج إلى الولايات المتحدة، بل إن أمريكا هي التي تحتاج الصين.

وأشار إلى أنه وبدلاً من السعي لتهدئة الوضع، سخر جيه دي فانس من الشعب الصيني واصفاً إياه بـ"الفلاحين"، وكأن أحفاد كونفوشيوس وسون تزو وماو تسي تونغ سيتذللون للحصول على شحنات فول الصويا ويستخدمون سيارات فورد، مؤكداً أن ذلك كان خطأً ثقافياً ذا أبعاد حضارية.

ولفت إلى أن "وول ستريت انتبهت لذلك. تراجعت الأسهم الأمريكية، ثم ارتفعت لفترة وجيزة إثر أنباء عن احتمال استمرار المحادثات بين الصين والولايات المتحدة، إذا توقفت واشنطن عن التصرف كجمهورية موز نووية. لكن حتى نشوة السوق لن تُخفي الخطر الحقيقي: اقتصاد أمريكي معتمد على السلع الصينية الرخيصة والقروض الصينية، بدون خطة بديلة سوى العدوانية"، حسب تعبيره.

وتابع: "في هذه الأثناء، يقوم الرئيس شي بجولة في جنوب شرقي آسيا، يبني تحالفات وممرات تجارية جديدة، بينما تُلقي الولايات المتحدة الرسوم الجمركية كقنابل مولوتوف في الظلام. إنه لا يرد على ترامب، ولا على فانس. إنه يبني نظاماً تجارياً لما بعد أمريكا: بهدوء وثقة، وبدون أي ذكر للعالم الحر".

وقال: "الرسالة واضحة: عندما تخلط إمبراطورية بين الجهل والنفوذ، فإن كل ما تجنيه هو العزلة. وعندما تُهين أقدم حضارة في العالم، فإنها لا تُطيع، بل تُعاقب".


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا