وجاءت الاعترافات الأمريكية على لسان مسؤولين حكوميين وعسكريين، بحسب ما نقلته شبكة "CNN" الأمريكية، حيث نقلت عن مصدرين قولهما إن " القصف المستمر منذ 6 أسابيع لم يؤثر على قدرات الحوثيين ولا بنية القيادة والتحكم لديهم، وإن قدرتهم وعزمهم على ضرب السفن الأمريكية والتجارية وقصف إسرائيل لم تتغير كثيرا". مضيفة أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن " الخسائر المستمرة للمسيرات صعبت علينا تحديد نجاح تدمير أسلحة الحوثيين بدقة، وأن الحوثيين أصبحوا أكثر براعة في استهداف طائراتنا المسيرة من طراز إم كيو 9، والتي تعد الأنسب للمهمة- حسب تعبيرهم- ولكن الحوثيين كانوا يسقطونها تباعا".
وفي تعبير عن حالة سوء التقدير التي اندفعت بها الإدارة الأمريكية إلى استئناف الهجمات العسكرية على اليمن، رغم فشل الجولة السابقة، التي استمرت قرابة العام، ذكرت CNN"" أن مسؤولين أمريكيين قالوا: "كنا نأمل تحقيق تفوق جوي باليمن خلال ٣٠ يوما وإضعاف الدفاع الجوي للحوثيين، ومن ثم بدء مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات ومراقبة قادة الحوثيين لاستهدافهم، لكن الحوثيين نجحوا بإسقاط ٧ مسيرات لنا مما عرقل الانتقال للمرحلة الثانية من الحملة".
وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية قد نقلت في وقت سابق عن مسؤولين بالبنتاغون، قولهم إن "الحوثيين أسقطوا 7 مسيرات أمريكية بقيمة 200 مليون دولار خلال 6 أسابيع"، وهو ما يكشف جانبا مهما من الخسائر الأمريكية خلال هذه الحملة، ليس على مستوى الكلفة المادية الباهظة لهذه الطائرات، بل على المستوى الاستخباري والعسكري والتكتيكي خلال العمليات العسكرية.
وفي موازاة تلك الاعترافات الأمريكية بالفشل في التأثير على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، تغادر حاملة الطائرات الأمريكية "هاري" ترومان" البحر الأحمر كما غادرت سابقاتها، مجللة بالخيبة، بعد أشهر من قدومها، على أمل تحقيق ما يمكن اعتباره نصرا على قوات صنعاء، ولو من باب الدعاية، غير أن لا شيء تحقق خلال تلك الأشهر سوى تعرضها لضربات متتالية بصواريخ قوات صنعاء وطائراتها المسيرة، الأمر الذي يرجح ما ذكره رئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط قبل أيام، من أن حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تعرضت لهجمات أخرجتها عن الخدمة.
وبعيدا عن الخوض في القدرات العسكرية والتكيتيكية والتسليحية لقوات صنعاء، والتي بات مؤكدا أنها وصلت إلى مراحل متقدمة من التطور والكفاءة العالية، بحيث أصبحت قادرة على مواجهة أقوى وأعتى الأسلحة الأمريكية والتغلب عليها، وإسقاط الطائرات التي تعتبرها أمريكا واحدا من أهم الأسلحة الاستراتيجية العسكرية والاستخبارية، وألحاق الضرر بحاملات الطائرات والبوارج والمدمرات والقطع البحرية التابعة لها، والتي تمثل القوة الضاربة التي أرعبت بها أمريكا العالم، فإن تلك المعطيات بقدر ما تعكس الفشل الأمريكي في اليمن، تعد دليلا على أن لا طائل من وراء استمرار أمريكا في هجماتها التي لن تجني منها سوى خسارة المزيد من سمعتها ومواردها على السواء. وهو الأمر الذي كان على الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب استيعابه منذ البداية، وأخذ العبر من الفشل الذي منيت به الإدارة السابقة، خلال عام كامل من الهجمات على اليمن.