آخر الأخبار

الانكشاف الأمريكي في اليمن .. نكسة جديدة لخصوم صنعاء المراهنين على الخارج

شارك

ومع بدء الهجمات الأمريكية الجديدة على اليمن، منتصف مارس الماضي، وما تلاه من وعيد أمريكي بالقضاء على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، سارعت الأطراف الموالية للخارج بتقديم نفسها وإبداء استعدادها لتفجير عمليات برية ضد قوات صنعاء، مطالبة بدعم وغطاء أمريكي لتحركها على الأرض، متعهدة بتحقيق الأهداف الأمريكية، التي تدرك هذه الأطراف سلفا، وعن سابق تجربة، أنها غير ممكنة التحقيق، ومع ذلك لا تزال تطرح- ولأهداف خاصة بها، إمكانية أن تكون لتلك العمليات الأمريكية جدوى، في حال ترافقت بعمليات برية على الأرض.

ومع مرور الأيام تجد أمريكا أنها أخطأت التقدير، وأن وهم القوة الذي اعتقدت أنها قادرة من خلاله على ضرب قدرات صنعاء العسكرية، لم يكن سوى فخ أوقعت نفسها فيه، وباتت تعاني من استنزاف مستمر لمقدراتها العسكرية، دون جدوى مهما صاعدت من حدة هجماتها، وأن الاستمرار في هذه الهجمات لن تجني منه سوى مزيد من الاستنزاف، وفي المحصلة سيكون وقف هذه الهجمات أصعب عليها من البدء بها، حيث سيكون ذلك بمثابة هزيمة مذلة لها، غير أنها لن تعدم إيجاد مخرج في النهاية، سيما وأن صنعاء اعتادت على ترك أبواب الدبلوماسية مفتوحة مع خصومها، كما حصل مع التحالف بقيادة السعودية، حيث توقفت الحرب بهدنة وخارطة طريق كانت ستنفذ لولا التدخل الأمريكي ومنع التوقيع عليها.

ورغم التراجع الواضح في سقف الأهداف الأمريكية، وانحسار غاياتها بحيث باتت تصريحات المسؤولين الأمريكيين تقول أنه سيتم وقف هجماتهم إذا ما أوقفت قوات صنعاء استهداف السفن الإسرائيلية إلا أن الأطراف اليمنية الموالية للخارج لا تزال ترى في الهجمات الأمريكية فرصة مواتية لاستئناف الحرب ضد قوات صنعاء، وذلك بعد أن استيأست من إقدام السعودية والإمارات على تكرار تجربة حرب السبع سنوات، والتي لم تجنيان منها إلا المزيد من الخسائر، وخاصة بعد ما شاهدته من تطور متنام لقدرات صنعاء العسكرية، وامتلاكها قوة ردع تمكنها من الرد على أي هجوم تتورط الرياض أو أبوظبي في الوقوف وراءه.

ومن ناحية أخرى، فإن أحجام السعودية والأمارات، وإعلانهما عدم الاستعداد للمشاركة إلى جانب أمريكا في هجماتها على اليمن، ضاعف من خيبة الأطراف اليمنية التي تدين بالولاء لهما، خاصة وأنها تفتقد لأي قرار، ما لم يكن موجها من الرياض أو أبوظبي، وهو ما يعني تلاشي أي أمل لديها في الاستفادة من التصعيد الأمريكي ضد صنعاء، وتقديم نفسها كحليف على الأرض للولايات المتحدة.

وكانت أخبار وتقارير قد ذكرت أن السعودية والإمارات شاركتا في مشاورات غير معلنة للانضمام إلى تحالف أمريكي، لتوسيع الحرب في اليمن، بما يشمل عمليات عسكرية برية، سارعت كل من أبوظبي والرياض إلى نفي صحة ما تضمنته تلك التقارير والأخبار، مؤكدة على لسان مصدرين مسؤولين في البلدين عدم وجود أي نوايا لهما لمشاركة من أي نوع في ما تشهده اليمن من مواجهة بين أمريكا وقوات صنعاء، وهو ما يشير إلى أن السعودية والإمارات قد استوعبتا الدرس، وأدركتا أن أي مشاركة لهما في العمليات ضد صنعاء ستقابل برد قاس ومؤلم، من قبل صنعاء التي سبق أن أطلقت تحذيراتها في أكثر من مناسبة من أن التورط من قبل السعودية أو الإمارات في المشاركة بأي عمليات ضدها ستكون عواقبه وخيمة.


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا