آخر الأخبار

استهداف الأعيان المدنية يعكس مدى الفشل العسكري الأمريكي في اليمن

شارك

وأبرز الشواهد على ذلك هو ذلك الكم من المنشآت المدنية التي استهدفتها الغارات الأمريكية منذ بدء الموجة الثانية منها في منتصف مارس الماضي، والتي كان آخرها استهداف ميناء رأس عيسى ليلة أمس، بجولتين من الغارات، وقتل وجرح العشرات من العمال والموظفين والأهالي وطواقم الإسعاف، وتدمير الميناء الذي يعد منشأة مدنية، تستقبل السلع الأساسية وعلى رأسها الوقود، لا توجد أي شبهة لاستخدامه للأغراض العسكرية.

ومع تلاشي أي أمل لها بتحقيق الأهداف التي أعلنت عنها بسقف توقع عال، يرمي إلى القضاء على القدرات العسكرية لقوات صنعاء ومنعها من تنفيذ العمليات المساندة للمقاومة الفلسطينية نصرة الشعب الفلسطيني، عادت القوات الأمريكية لاستهداف الأعيان المجنية وقتل المدنيين، لتعيد بذلك سيناريو حربا استمرت لسبع سنوات، كان كل ما فعلته هو قتل عشرات الآلاف من المدنيين، وجرح وتشريد أضعافهم، وتدمير جانب كبير من البنية التحتية المدنية لليمن، فيما تبخرت تلك الأهداف المعلنة للحرب، وكأنها لم تكن.

ويؤكد خبراء عسكريون ومحللون أن إقدام القوات الأمريكية على استهداف وتدمير المنشآت والأعيان المدنية وقتل المدنيين، يعبر عن حالة الفشل والإحباط التي تعاني منها القوات الأمريكية، وكذا الإحراج الذي لحق بالإدارة الأمريكية التي أطلقت الوعيد والتهديدات، وقطعت التعهدات بالقضاء على قدرات قوات صنعاء، وخاصة مع مرور أكثر من شهر على إطلاق هجماتها العنيفة على اليمن، فيما لم يتحقق أي من تلك الأهداف، وهو ما يجعلها تقدم على مهاجمة الأعيان المدنية وارتكاب تلك المجازر التي تعد جرائم حرب، لتسوق عبر إعلامها ومنظومات دعايتها المختلفة تلك الجرائم على أنها إنجازات لها.

ويضيف المحللون أن إدارة ترامب كررت نفس الخطأ الذي سبق أن ارتكبه التحالف بقيادة السعودية في حربه باليمن، والتي أطلقها وهو مدفوع بوهم القوة المفرطة، والقارق الكبير في ميزان القوى، لتكون النتيجة هي الغرق في مستنقع لا يزال يحاول الخروج منه حتى اليوم، مضيفين أن الولايات المتحدة وإدارة ترامب بوجه خاص، شنت هجماتها على اليمن مدفوعة بالوهم ذاته، لتجد نفسها في مواجهة معركة لم تكن تتوقعها، بل إنها اصطدمت بالواقع، وأدركت مدى صعوبة وعدم منطقية تحقق تلك الأهداف التي أعلنتها، خاصة وأن قوات صنعاء لا تزال قادرة على تنفيذ الهجمات وإدارة المناورات بكل كفاءة واقتدار، كما تؤكده التقارير الأمريكية نفسها، والتي تشير إلى أن القوات الأمريكية أصيبت بصدمة كبيرة لما تمتلكه قوات صنعاء من قدرات تسليحية وتكتيكية وقتالية متطورة واحترافية،

وبدأت لقوات الأمريكية شن هجماتها التصعيدية الجديدة على اليمن، في منتصف مارس الماضي، والتي تعهدت الإدارة الأمريكية من خلالها بالقضاء التام على القدرات العسكرية لقوات صنعاء ، وذلك بعد أن أعلنت صنعاء استئناف فرض الحظر البحري على الملاحة الإسرائيلية كرد على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وإغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمواد الأساسية إلى قرابة 2 مليون فلسطيني محاصرين داخل القطاع.


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا