آخر الأخبار

ما الذي ستجنيه أمريكا من هجماتها الأخيرة في اليمن ؟ .. قراءة أولى للأحداث والمعطيات

شارك

وقياسا على ما جنته القوات الأمريكية خلال العام الماضي من فشل وهزائم وعجز عن تحقيق أي تقدم في مواجهة قوات صنعاء، فإن تكثيف الولايات المتحدة للضربات الجوية والصاروخية على مناطق متفرقة من اليمن منذ أيام لن تأتي بجديد، ولن تحدث أي تغيير في المعادلة التي فرضتها قوات صنعاء منذ أول مواجهة بينها وبين القوات الأمريكية في يناير 2024، والتي استمرت لمدة عام كامل تعرضت واجهت خلاله القوات الأمريكية هجمات وصفتها بأنها الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، وانسحبت خلال هذه المدة أربع من مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية ببوارجها ومدمراتها وقطعها البحرية المختلفة من البحر الأحمر، مثقلة بالهزائم والضربات المباشرة التي تلقتها في جولات المواجهة مع قوات صنعاء.

ورغم سقوط الذريعة التي استخدمتها أمريكا، لتدخلها العسكري في اليمن، وهي "حماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين"، وانكشاف زيف هذه الذريعة، التي نفتها صنعاء منذ البداية، وأثبتت الأحداث أنه لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية من قبل قوات صنعاء، والتي حددت منذ البداية السفن التي في دائرة الاستهداف وهي السفن الإسرائيلية وقوفا وإسنادا للمقاومة الفلسطينية، وكذا السفن الأمريكية والبريطانية ردا على الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، ولم تستهدف خلال عام كامل أي سفينة تابعة لأي دولة أخرى، بل استمرت خطوط الملاحة مفتوحة أمام سفن جميع دول العالم، إلا أن أمريكا عادت لهجماتها، مستخدمة ذات الذريعة الزائفة، خاصة وأن صنعاء أوقفت هجماتها البحرية المساندة لغزة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، منتصف يناير الماضي.

وكان واضحا منذ البداية أن هدف الولايات المتحدة من وراء تدخلها العسكري وشن أول هجماتها على اليمن في يناير 2024، هو حماية الملاحة الإسرائيلية، وتخفيف الضغط الذي شكلته هجمات قوات صنعاء على الكيان الإسرائيلي في البر والبحر، وهو ما أكدته الهجمات الأخيرة، والتي جاءت بعد يوم من إعلان صنعاء بدء إعادة تطبيق الحظر البحري على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وباب المندب وخليج عدن، كإجراء عملي للضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وفتح المعابر لدخول المساعدات من غذاء ودواء ومواد أساسية، ليتبين للعالم كله أن هدف أمريكا هو تحييد قوات صنعاء، وتخفيف الضغط الذي تشكله على الاحتلال الإسرائيلي، إسنادا لغزة وانتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني.

وبحسب ما تعكسه معطيات الواقع، فإن أمريكا مهما كثفت هجماتها على اليمن، ومهما ادعت أنها قادرة على الحد من قدرات قوات صنعاء، فإنها في الواقع لن تستطيع تحقيق أي هدف، ولن تحدث أي جديد في المعادلة التي فرضتها قوات صنعاء خلال العام الماضي، حيث أنه لا جديد في قرعة واشنطن لتقدمه، ولا خيار أمامها سوى الفشل، مهما صعدت من هجماتها، كما أن استمرارها في ذلك يعني المزيد من الاستنزاف والخسائر على المستوى المادي والعسكري، خاصة وأن أي تصعيد لها سيقابله تصعيد مماثل من قبل صنعاء، ولا أحد يمكن أن يتنبأ بمقدار الخسائر التي قد تواجهها أمريكا من وراء أي استمرار لها في التصعيد، خاصة وأن قوات صنعاء تكشف بين مرحلة وأخرى عن نقاط قوة جديدة في التسليح والتكتيك العسكري، تقف عاجزة أمامه أحدث أسلحة أمريكا وتقنياتها الدفاعية والهجومية المتطورة.


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا