متطرقاً إلى الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية الواقعة ضمن نطاق حكومة صنعاء، مما أسفر عن مقتل 53 مدنياً وإصابة أكثر من 98 آخرين، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، أنيس الأصبحي، حيث استهدفت هذه الغارات العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق في صعدة وذمار والبيضاء وحجة ومأرب.
وقال الكاتب الأمريكي جيري نولان، في مقال نشره موقع "ذا أيسلندر"، إن الغارات "نُفذت بأوامر من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بمشاركةٍ فعّالة من ناقلات النفط البريطانية من طراز KC2 Voyager، في تذكيرٍ مُريعٍ آخر بتواطؤ حلف الناتو في حروب أمريكا المُستمرة".
وأضاف أن "هذه الضربات التي بررها روبيو بسخرية على أنها رد على "حملة قرصنة وعنف وإرهاب متواصلة"، تأتي في أعقاب تصريحات الحوثيين باستئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، مشيرين إلى الحصار الإسرائيلي القاسي على المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة"، موضحاً أنه "في جوهر الأمر، تختار واشنطن، بصفتها منفذاً عالمياً لقرارات تل أبيب، العدوان على الدبلوماسية، وتخلط بين المقاومة والإرهاب، والسيادة والتحدي".
وأوضح نولان أن "القصة الحقيقية وراء استعراض البنتاغون المُبهرج لا لبس فيها"، متناولاً ما استذكره العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع بحكومة صنعاء، عن الاستعراض السعودي في بداية حرب التحالف على اليمن، حيث قال الكاتب الأمريكي: "قبل عقد من الزمان، كما يستذكر العميد عبد الله بن عامر، تباهى تحالف خليجي بغطرسة بأنه سيسحق الحوثيين في غضون "أسبوعين". وبعد عقد من الزمان، لا يزال اليمن شامخاً ومتحدياً"، مؤكداً- والحديث لجيري نولان- أن "هذه الجولة الأخيرة من الاستعراض العسكري الأمريكي، التي شملت طائرات مُسيّرة وطائرات مقاتلة وطائرات استطلاع، بدعم من الأصول العسكرية البريطانية من قبرص، ستنتهي أيضاً بالإذلال".
وتابع: "اليمن هو فيتنام شبه الجزيرة العربية، دولة صامدة تتحطم أمامها الإمبراطوريات، واشنطن، المخمورة بأوهام الهيمنة، ترفض أن تدرك أن القوة العسكرية لا تستطيع إخضاع شعب مستعد للتضحية من أجل السيادة، وكما حدث في أفغانستان والعراق وسوريا، قد تدمر القنابل الأمريكية المباني لكنها لا تكسر روح المقاومة أبداً".
وأكد أن "هذا التصعيد الأخير يبرز النفاقَ البشع للنظام العالمي: فالمحكمة الجنائية الدولية تلاحق قادةً صغاراً في أفريقيا وآسيا، لكنها تغض الطرف عن عنف نتنياهو الإبادي في غزة، أو خروج بايدن الكارثي من أفغانستان"، موضحاً أن "هذا النفاق ليس خافياً على دول الجنوب العالمي، التي تراقب الآن عن كثب تحول اليمن إلى ساحة معركة أخرى تتكشف فيها الأوهام الإمبريالية بشكل مذهل".