التحالف الروسي-الإيراني كان دائمًا تكتيكيًا وليس استراتيجيًا، خاصة في الملف السوري، حيث خدم الطرفان أهدافًا مرحلية انتهت فعليًا بسقوط نظام الأسد كفاعل مستقل، لكن اليوم، مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، تبدو موسكو بحاجة إلى تعميق شراكاتها مع حلفاء غير غربيين، وإيران أحد أبرز هؤلاء. في المقابل، يبدو أن طهران تستغل هذه اللحظة لإعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي، عبر تعزيز قدراتها الجوية والدفاعية.
إذا صحت التقارير حول امتلاك إيران لمنظومة S-400، فهذا يعني تحوّلًا كبيرًا في قدرتها على مواجهة التهديدات الجوية، سواء من إسرائيل أو من القوى الغربية. كما أن الحصول على مقاتلات سوخوي S-538، والتي لم يتم تأكيد عددها بعد، قد يشير إلى نية طهران في سد الفجوة في سلاحها الجوي الذي عانى لعقود من العقوبات والقيود التقنية.
الغموض الروسي قد يكون مقصودًا، فموسكو التي تخوض حربًا مع الغرب لا تريد إثارة ردود فعل عنيفة، لكنها في الوقت نفسه تستفيد من بيع الأسلحة لإيران كجزء من إعادة ترتيب تحالفاتها الدولية.
توقيت هذه الصفقة المحتملة يثير تساؤلات عميقة: هل هو مجرد اتفاق مرحلي يخدم مصالح موسكو في ظل عزلتها المتزايدة؟ أم أن روسيا وإيران تنتقلان إلى مستوى جديد من التعاون العسكري قد يغيّر توازنات القوى في المنطقة؟ مع غياب التصريحات الرسمية، تبقى هذه التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن أي خطوة في هذا الاتجاه لن تمر دون تداعيات إقليمية ودولية واسعة.