استئناف صنعاء للحظر البحري على إسرائيل.. تأكيد للموقف الثابت وتعزيز لموقف المقاومة في التفاوض

مصدر الصورة

فور انتهاء المهلة التي كان قد حددها زعيم حركة أنصار الله "الحوثيين"، للوسطاء للضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن قطاع غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات من غذاء ودواء ومواد أساسية إلى سكان القطاع المحاصر، والذي تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع قبل أكثر من عام ونصف، أعلنت قوات صنعاء الثلاثاء عن بدء سريان حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، ومنطقتي باب المندب وخليج عدن، وأن أي سفينة إسرائيلية تحاول اختراق هذا الحظر، ستتعرض للاستهداف، في خطوة تهدف إلى الضغط على إسرائيل التي أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وتعمد صنعاء إلى فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية، كنوع من التضامن مع أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة، تمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات إليهم، في خطوة يهدف من خلالها الاحتلال الإسرائيلي إلى تجويع سكان القطاع، واستخدام الجوع كسلاح لتركيع المقاومة الفلسطينية في غزة، ولذلك فإن الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على الملاحة الإسرائيلية، تمثل ردا قويا على استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، خاصة وأن هذه الاستراتيجية التي اتبعتها صنعاء منذ بدء انخراطها في المعركة بشكل مباشر إسنادا للمقاومة الفلسطينية، منذ نوفمبر 2023، حيث تكبدت إسرائيل خسائر بمليارات الدولارات بفعل الحظر البحري الذي فرضته قوات صنعاء على سفنها طيلة مدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان من نتائجه تعطل ميناء إيلات، وشلل الحركة في بقية الموانئ الإسرائيلية.

ومن ناحية أخرى فإن قرار صنعاء استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، في هذا التوقيت الذي لا تزال المفاوضات جارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، سيكون له دور وأهمية كبيرة في تعزيز موقف المقاومة الفلسطينية في المفاوضات الجارية، والضغط نحو الذهاب لاستكمال مراحل الاتفاق، ورفع الحصار عن غزة، حسب ما يرى محللون، أي أنه يكسب المقاومة ورقة مهمة في المفاوضات، ويتيح لها فرض شروطها في هذه المفاوضات.

ورغم أن بيان قوات صنعاء كان واضحا حول استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية كما حدد منطقة العمليات في البحرين الأحمر والعربي، ومنطقة باب المندب وخليج عدن، إلا أن إعلان قوات صنعاء عن استئناف الحظر البحري على السفن الإسرائيلية أثار حالة من القلق والارتباك لدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية، ووسائل إعلام أخرى تابعة للاحتلال عن حالة من الاستنفار داخل الجيش الإسرائيلي تحسبا لأي هجمات قد تشنها قوات صنعاء على مدن ومواقع إسرائيلية، وهو الأمر الذي يعكس مدى فاعلية عمليات قوات صنعاء المساندة للمقاومة الفلسطينية، وتأثير تدخل قوات صنعاء في مسار المعركة.