وعن ارتباط هيئة تحرير الشام التي استولت على سوريا بالعدو الإسرائيلي وتركيا والولايات المتحدة، وفعل ما تفعله بالسوريين تنفيذاً لرغبات الشركاء الثلاثة الذين أوصلوها للحكم في سوريا، قال موقع "ذا أيسلندر"، في مقال تحليلي، "دعونا نتوقف عن التظاهر بأن هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة ليست فصيلاً متطرفاً مارقاً، فهي كانت ولا تزال ذراعاً لإسرائيل بحكم الأمر الواقع، وتعمل كسكين لتل أبيب مهمتها تقسيم المنطقة لصالح الأجندة الصهيونية. هذه ليست مؤامرة، بل هي حقيقة موثقة. من عالج مسلحي القاعدة في المستشفيات الميدانية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي؟ إسرائيل. من قدم الدعم اللوجستي والغطاء الجوي بينما كان التكفيريون يجوبون سوريا؟ إسرائيل. من اعترف علناً بأن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديداً أقل من إيران وحزب الله؟ إسرائيل.
وأضاف: "لقد كان تاكر كارلسون محقاً تماماً، فقد كان بشار الأسد هو الوصي الحقيقي الأخير على المسيحيين في الشرق الأوسط. فعندما صمدت سوريا بقوة، ازدهرت مجتمعاتها المسيحية القديمة. ولكن الخطة الصهيونية طالبت بالتفتيت، ولهذا السبب أطلقت إسرائيل والولايات المتحدة وعملاؤها في الخليج موجة عارمة من المرتزقة الوهابيين للقيام بما لم يتمكنوا من فعله: تدمير دولة ذات سيادة من الداخل. وهكذا، هبطت نسبة المسيحيين في سوريا من 10% إلى 2%. هل هذا مصادفة؟ بالكاد."
وعن دور إردوغان رئيس الوزراء التركي، الذي وصفه بسلطان الانتهازية، قال "إنه يلعب لعبته المزدوجة ببراعة، فيبتسم لروسيا بينما يعطي الضوء الأخضر لآلة الحرب الصهيونية. إن يديه ملطختان بدماء السوريين والأكراد (الذين هم أكثر فقراء الإمبراطورية المأساوية) والأرمن، لكنه لا يزال يجد الوقت للركوع أمام مشغليه الصهاينة عندما يخدم ذلك طموحاته. لا شك أن أنقرة تؤوي قادة هيئة تحرير الشام، وتمول عملياتهم، وتضمن بقاء المرتزقة المدعومين من إسرائيل مغذين ومسلحين وجاهزين للذبح. إن إسرائيل الكبرى والعثمانية الجديدة ليسا عدوين، بل إنهما وجهان لعملة واحدة، تغذيهما الدولارات الأمريكية والخدمات اللوجستية الإسرائيلية.
أما بشأن الرئيس الأمريكي ترامب فقد أشار إلى أنه "خادم إسرائيل إلى الأبد، فهو الرجل الذي أطلق سراح جوناثان بولارد، وصادق على سرقة القدس، وأعطى الضوء الأخضر للإبادة الجماعية في غزة. وربما يتحدث عن إحلال السلام، ولكن دعونا نكن واضحين: إن سلامه يمليه نتنياهو. وتختفي خطاباته التي تتلخص في "أمريكا أولاً" في اللحظة التي ترد فيها تل أبيب على الهاتف".
وخلص المقال إلى أن "المسيحيين يُذبحون ويُهانون في سوريا، والفلسطينيون يُبادون في غزة، والعالم يراقب في صمت الفوضى التي خطط لها الصهاينة والتي تقضي على أي أثر للمقاومة. نفس السيناريو، نفس الممثلين، نفس الإمبراطورية. والسؤال الوحيد المتبقي هو: متى يستيقظ الناس؟"