آخر الأخبار

الرهان الخطير .. الإمارات تمهّد لمواجهة لا تستطيع احتمالها

شارك

في جزيرة عبد الكوري، ثاني أكبر جزر أرخبيل سقطرى، بدأت القصة تتكشف منذ سنوات. تقارير من منصة "إيكاد" للتحقيقات الدولية، في ديسمبر 2021، وثّقت بداية الإمارات بتشييد قاعدة عسكرية تضم مدرجاً بطول يتجاوز الآن 3 كيلومترات، قادر على استقبال طائرات عسكرية كبيرة... صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها المنصة، تظهر أبراج اتصالات ولساناً بحرياً جديداً جنوب الجزيرة، وكثافة إمدادات لم تشهدها المنطقة من قبل.
لم تكتفِ أبوظبي بذلك، بل عملت على تهجير السكان المحليين، وهم صيادون يعيشون على بساطة الحياة، إلى مناطق أخرى كحديبو، تمهيداً لتحويل الجزيرة إلى حصنٍ عسكري أمريكي تحت إشرافها.
مجلة "The Maritime Executive" الأمريكية، في فبراير 2025، كشفت عن اكتمال هذا المطار "الغامض"، مؤكدة أنه يمثل موقعاً رئيسياً للعمليات العسكرية في الممر التجاري عبر خليج عدن والبحر الأحمر. وإذا أضفنا إلى ذلك ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مشاركة أمريكية وإسرائيلية في بناء هذه القاعدة لمواجهة صنعاء، فإن الصورة تصبح أوضح من شمس الظهيرة الإمارات تُدير مشروعاً ليس لها فيه سوى دور الوكيل.
سقطرى، الأم الكبرى لهذا الأرخبيل، لم تسلم من العبث.. منذ أبريل 2018، حين هبطت القوات الإماراتية بطائراتها ومدرعاتها والجزيرة تتحول تدريجياً إلى قاعدة دعم لوجستي وعسكري. السيطرة على المطار والميناء، ثم استقدام خبراء أجانب ومرتزقة، كلها خطوات تؤكد أن أبوظبي لا ترى في سقطرى مجرد جزيرة، بل نقطة ارتكاز لمصالحها الإقليمية، ولمصالح من يقف خلفها
القيادة الوسطى الأمريكية، بحسب تقرير لمجلة "باركينج ديفينس" في 2022، تُشرف على تطوير قدرات دفاع جوي تشمل أرخبيل سقطرى، وهو ما يعني أن عبد الكوري ليست مجرد قاعدة إماراتية، بل جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة صنعاء.
مجلة "The Maritime Executive"، في فبراير 2025، وضعت النقاط على الحروف وقالت ان المطار "الغامض" اكتمل، وأصبح نقطة ارتكاز للعمليات العسكرية في خليج عدن والبحر الأحمر. وإذا أضفتَ إلى ذلك ما تسرَّب من وسائل إعلام عبرية عن يدٍ إسرائيلية في هذا العبث، فالصورة لم تعد تحتاج إلى تعليق: أبوظبي مجرد وكيل تنفيذي في مشروعٍ أكبر منها بكثير.
عندما تقوم أبوظبي بتشييد مطار عسكري للقوات الامريكية في عبد الكوري، و تفتح الأبواب لخبراء إسرائيليين فإنها لا تتحمل فقط مسؤولية احتلالها المباشر، بل كل ما ينجم عن ذلك من تداعيات
أبوظبي لن تستطيع الاختباء خلف ذريعة نحن مجرد وكلاء... القانون يقول إن المحتل يحمل كامل العبء، سواء كان ذلك في شكل رد عسكري من صنعاء أو محاكمة دولية
لكن صنعاء لن تنتظر حكماً من محكمة دولية بطيئة. والشعوب لا تسكت على اغتصاب أرضها، واليمن ليس استثناءً... أبوظبي تزرع الريح اليوم في سقطرى وعبد الكوري، لكنها ستحصد العاصفة غداً، وعندها لن تجد من يحميها من غضبٍ طال انتظاره
الإمارات قد تظن أنها بإنشاء هذه القواعد تحصّن نفسها، لكنها في الحقيقة ترسم أهدافاً واضحة على خريطة الرد اليمني... عبد الكوري وسقطرى ليستا مجرد جزر بعيدة، بل هما جزء من جسد اليمن، ومن يعتدي على الجسد يستدعي رد فعل لا يعرف الهدنة.
وصنعاء، بما تملكه من إرادة وصواريخ وطائرات مسيّرة، لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتحول جزيرتاها إلى قاعدة امريكية لضربها.

- نقلا عن عرب جورنال


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا