موقع "ذا أيسلندر" تناول مسألة الحلم الأمريكي في الظروف الحالية للولايات المتحدة في مقال منحه عنواناً ساخراً هو: (الأب عامل نظافة والأم عاملة في فندق.. وزير الخارجية روبيو يتحدث عن "الحلم الأمريكي")، جاء فيه أن ما يسمى بالحلم الأمريكي "كان دائماً حكاية ترتدي خطاباً لامعاً، وملفوفة بأساطير ذاتية، ويتم بيعها للجماهير مثل منتج في إعلانات تجارية في وقت متأخر من الليل".
وقال الموقع إن "ماركو روبيو، ابن عامل نظافة وخادمة فندق، والذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية الأمريكية، يروج لنفسه باعتباره الدليل الحي على هذا الحلم. ولكن إذا تعمقت تحت السطح، فستجد أنه ليس عن الأحلام بل عن السرد المصقول لتحقيق مكاسب سياسية".
وأضاف أنه "في الخمسينيات من القرن العشرين، كان من الممكن أن يزعم المرء أن الحلم الأمريكي كان ينبض بالحياة، وكان يغذيه الطفرة الاقتصادية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وقوة النقابات، والتعليم بأسعار معقولة، ففي ذلك الوقت كان الدخل الفردي كافياً لإعالة الأسرة، وشراء منزل، وتعليم الأطفال في الكلية، لكن الآن أصبح هذا الحلم على أجهزة دعم الحياة، مخنوقاً بسبب ركود الأجور، وجشع الشركات، والنظام الاقتصادي المزور الذي يفيد النخبة بينما يعلق البقية على الآمال الكاذبة".
وأوضح الموقع أن "قصة روبيو لا تدور حول الحلم بقدر ما تدور حول الاستثناءات التي يتم تأطيرها كقواعد. فمقابل كل ابن عامل نظافة ينجح، هناك ملايين الأشخاص مدفونون تحت ديون الطلاب، وفواتير الرعاية الطبية، وانعدام الأمن السكني، ويعملون بالقدر نفسه من الجدية، ويحلمون بالقدر نفسه من الطموح، ولكن من دون الحظ أو العلاقات والصلات السياسية".
وأكد أن الحلم الأمريكي لا يزال موجوداً بالفعل ولكن "إذا كنت نائماً بما يكفي لتجاهل الفجوة المتزايدة في الثروة والطبقة المتوسطة المنهارة. ففي أمريكا اليوم، لا يتعلق الأمر بالعمل الجاد، بل يتعلق بالمكان الذي تبدأ منه، ومن تعرف، ومدى قدرتك على بيع الوهم بأن أي شخص يمكنه النجاح في نظام مصمم لإبقاء غالبية الناس حيث هم بالضبط".