آخر الأخبار

ماذا يعني تحذير صنعاء لواشنطن ؟ 

شارك الخبر


جاء هذا التحذير خلال كلمة ألقاها في ذكرى استشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، التي كانت فرصة لتوجيه رسائل قوية حول الموقف اليمني تجاه الضغوط الأميركية المستمرة.

تاريخ المواجهة بين اليمن والولايات المتحدة
في سياق الحديث عن تاريخ المواجهات بين صنعاء وواشنطن، أكّد محمد مفتاح أن الولايات المتحدة قد مارست كل أشكال العدوان ضد اليمن، من قصف وحصار، لكنها لم تتمكن من إخضاعه أو إضعاف عزيمته.
ولفت مفتاح إلى أن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة الرئيس دونالد ترامب كانت قد شدّدت الخناق على اليمن خلال فترة ولايته من 2016 إلى 2020، وهو ما شكل ضغطًا اقتصاديًا وعسكريًا على البلاد.
وأوضح مفتاح في حديثه أن صنعاء كانت وما زالت صامدة أمام هذه التحديات، مشيرًا إلى أن "اليمن لن يتراجع عن مواقفه، ولن يسمح لأي محاولات تمرير مخططات أميركية جديدة عبر الضغط العسكري أو الاقتصادي".
وتعتبر هذه التصريحات تأكيدًا على عزيمة الحكومة اليمنية في مواجهة أي محاولات للنيل من استقرار البلاد، خاصة في ظل استمرار الحرب التي قادتها التحالفات بقيادة المملكة العربية السعودية منذ عام 2015.

التهديدات الاقتصادية الأميركية:
يتزامن التحذير الذي أطلقه نائب رئيس الحكومة اليمنية مع تصاعد المخاوف من أن تلجأ الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية انتقامية ضد صنعاء، خاصة في ظل فشل الضغوط العسكرية على الأرض.
بعد أن عجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن تحقيق أهدافهم العسكرية، يرى العديد من المحللين أن واشنطن قد تسعى للضغط على اليمن عبر أدوات اقتصادية متنوعة، بما في ذلك فرض عقوبات أو زيادة الضغوط المالية على الحكومة اليمنية والشعب.
يأتي ذلك في وقت حساس للغاية بالنسبة لليمن، حيث يعاني الاقتصاد المحلي من أزمات متفاقمة نتيجة للدمار الذي لحق بالبنية التحتية والصناعات المحلية جراء الحرب المستمرة.
كما يعاني الشعب اليمني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، فضلاً عن أزمة في المواد الغذائية والوقود.

الدور المحوري لليمن في دعم المقاومة الفلسطينية:
من جهتها، تستمر صنعاء في موقفها الثابت من دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، لا سيما القضية الفلسطينية.
وقد أشار محمد مفتاح إلى أن "اليمن كان وما يزال يدعم المقاومة الفلسطينية"، في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وأعمال القصف والعدوان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم المحاولات الأميركية والعسكرية لتأجيج الصراع في اليمن، أكد مفتاح أن موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية لن يتغير، وأن دعم غزة لا يزال يمثل أحد الثوابت في سياسة صنعاء الخارجية.
فقد كان لليمن دور محوري في دعم المقاومة الفلسطينية سواء من خلال التصريحات الرسمية أو عبر تقديم الدعم المعنوي والعسكري للمجاهدين في فلسطين، خاصة في ظل ما وصفه بـ"التواطؤ الدولي" الذي تمارسه بعض الدول الغربية والعربية في دعم إسرائيل.

ردود فعل واشنطن على العمليات اليمنية:
ردّت الولايات المتحدة على العمليات العسكرية التي نفذتها صنعاء في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، خاصة تلك التي استهدفت موانئ وسفن الاحتلال الإسرائيلي، عبر تشكيل ما يسمى "تحالف الازدهار". كان هذا التحالف يشمل عددًا من الدول الغربية، وبالذات بريطانيا، والهدف المعلن كان "حماية الملاحة الدولية" في البحر الأحمر. إلا أن هذا التحالف واجه معارضة من قبل القوى اليمنية التي اعتبرته أداة للعدوان على البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، لم تقتصر ردود الفعل الأميركية على الضغط العسكري بل شملت أيضًا تحركات دبلوماسية على المستوى الدولي، حيث سعت واشنطن لتوسيع نطاق الحصار المفروض على اليمن، وتكثيف جهودها في الضغط على المجتمع الدولي لإدانة العمليات اليمنية.
في المقابل، أعلنت صنعاء رفضها التام لهذه التحركات، مؤكدة أن أي تدخلات في شؤونها ستكون بمثابة إعلان حرب.

اليمن يواجه التحديات بتماسك وصمود:
في خضم هذه التحديات السياسية والاقتصادية، يبقى الموقف اليمني ثابتًا في مواجهة الضغوط، حيث أكد محمد مفتاح أن "صنعاء ستظل موحدة وثابتة أمام أي مؤامرات أميركية جديدة".
وأشار إلى أن "الشعب اليمني والحكومة اليمنية لن يسمحوا بتكرار ما جرى في السنوات الماضية من عدوان وحصار، وأنهم سيواصلون السير في طريق النضال ضد أي محاولة للهيمنة الأجنبية".
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه اليمن ظروفًا معيشية قاسية بسبب الحرب المستمرة، لكن الحكومة اليمنية وحركة أنصار الله تؤكدان تمسكهما بالقيم الوطنية والسياسية، مع تحذير شديد من أن أي تصعيد أميركي في الساحة الاقتصادية سيكون له تبعات كبيرة، وأن اليمن جاهز للرد على أي تحركات معادية ضد أمنه واستقراره.

خلاصة:
تبقى صنعاء ملتزمة بمواقفها الثابتة، سواء في دعم المقاومة الفلسطينية أو في رفض الضغوط الأميركية التي تستهدف النيل من استقرارها الاقتصادي. ورغم التحديات الكبيرة، يؤكد المسؤولون في صنعاء أن الشعب اليمني سيظل صامدًا في مواجهة أي محاولات لضغوط اقتصادية أو عسكرية تهدف إلى إخضاعه، وستظل مواقفه متوافقة مع الثوابت الوطنية والشرعية في مواجهة الاحتلال والعدوان.

- نقلا عن عرب جورنال -

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا