آخر الأخبار

كيف تضحي الحكومة البريطانية بشعبها واقتصادها ليبقى تحالفها مع إسرائيل؟

شارك الخبر

موقع "ذا أيسلندر" نشر مقالاً تحليلياً بعنوان "بريطانيا المضللة: العنصرية كستار دخاني للانقسام الحقيقي"، للكاتب الأمريكي جيري نولان، أورد فيه بيانات مدمرة عن التشتيت والخداع الذي تمارسه السلطة البريطانية لتعميق الانقسامات الداخلية على أسس عنصرية، حيث قال إنه "من عام 2011 إلى 2025، ذكرت الصحف البريطانية مصطلح "العنصرية" 382069 مرة، أي أكثر بـ 82 مرة من فضائح العصابات الباكستانية التي تم الإشارة إليها فقط 4659 مرة".

وخلال ذلك "يتم إخفاء إساءة معاملة الفتيات البريطانيات من الطبقة العاملة على نطاق صناعي تحت سجادة وسائل الإعلام، بينما أطلقت آلة السرد اتهامات بالعنصرية المنهجية في كل اتجاه"، لكن الأمر المثير- كما يصفه الكاتب- هو أن "الجميع يتعرضون للتضليل، حيث يتم تضليل البريطانيين البيض ليعتقدوا أنهم عنصريون بطبيعتهم، وهم شبح كل أزمة وطنية، وخلال ذلك تخدع الدولة العميقة البريطانيين الباكستانيين لإقناعهم بأنهم ضحايا دائمون، بينما يتم التلاعب بهم لدعم هياكل السلطة نفسها، مثل تحالف لندن الثابت مع إسرائيل، التي تقمع إخوانهم في فلسطين"، مؤكداً أن "هذه هي سياسة فرق تسد، المعتمدة لدى الدولة العميقة".

وذكر أن الحكومة البريطانية تمارس عملية تضليل مزدوجة، "فبالنسبة للبريطانيين البيض الرسالة واضحة: اسكتوا واعتذروا واختفوا، فكل مؤسسة، من هيئة الإذاعة البريطانية إلى الصحف الشعبية، تعزز فكرة أن الغالبية من الطبقة العاملة مليئة بالتعصب، وهو إذكاء للعنصرية لإسكات المخاوف المشروعة بشأن الهجرة والجريمة والإسكان وتآكل الهوية الوطنية، ورفضها باعتبارها كراهية للأجانب، وهي حرب نفسية تجسدها فضائح العصابات الاستغلالية، والفشل المنهجي للسلطات المحلية التي تخشى أن يطلق عليها وصف العنصرية، في حين غض أولئك المكلفون بحماية الفتيات المعرضات للخطر الطرف، ركزت وسائل الإعلام قوتها النارية على اليمين المتطرف، الذي تم ذكره 231540 مرة، أي ما يقرب من 50 مرة أكثر من عصابات الاستمالة".

وتابع: "بالنسبة للبريطانيين الباكستانيين، فإن الوهم مختلف ولكنه شرير بالقدر نفسه، فوسائل الإعلام تقصفهم بروايات عن الإسلاموفوبيا والعنصرية والتهميش"، حيث "تم ذكر مصطلح الإسلاموفوبيا 23461 مرة، وهو أكثر بكثير من عصابات الاستمالة، مما يشير إلى أن الباكستانيين البريطانيين يتم استخدامهم كبيادق لإدامة عقدة الضحية. وفي الوقت نفسه، النخب البريطانية نفسها تمول بهدوء حروباً أبدية في الخارج تدمر الدول الإسلامية، من العراق إلى فلسطين"، مضيفاً أنه "ليس لدى الدولة العميقة البريطانية أي مشكلة في دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بينما تذكي الانقسام في الداخل"، مؤكداً أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم دفن رواية عصابة الاستمالة بينما تتلقى إسرائيل دعماً بريطانياً غير مشروط.

وأشار إلى أن ما تفعله النخب البريطانية بحق الشعب ليس مؤامرة، بل استراتيجية، حيث أن من وصفها ببريطانيا المنقسمة "هي بريطانيا المطيعة، العاجزة عن تحدي الطبقة الحاكمة أو نفاق سياستها الخارجية، ومن خلال تشبع الخطاب العام بالدعوات المثيرة للانقسام، تضمن وسائل الإعلام أن يظل كل من البريطانيين البيض والبريطانيين الباكستانيين حبيسي الشك المتبادل، مشتتين للغاية بحيث لا يتساءلون عن سبب تمويل حكومتهم للعدوان الإسرائيلي أو تمكين المليارديرات من شراء مخزونهم السكني".

وأوضح أنه "بينما يعاني البريطانيون العاديون، من البيض والباكستانيين على حد سواء، من انهيار الخدمات العامة، وارتفاع الإيجارات، وانهيار الثقة في المؤسسات، يضحك سادة الدمى الحقيقيون. مضيفاً أن عصابات التدليل والفصل العنصري الصهيوني مرتبطة بالدليل نفسه، وهو دفن الحقائق غير المريحة وإعادة توجيه الغضب إلى حيث يخدم الطبقة الحاكمة".

وأكد نولان أن بريطانيا لن تحرر نفسها من دورة التلاعب التي لا نهاية لها إلا إذا استيقظ طرفا الانقسام، حيث "يتعين على البريطانيين البيض إدراك أن إحباطهم ليس عنصرياً، بل هو نتيجة لسياسات متعمدة مصممة لتقويضهم في حين يتم التعامل معهم باعتبارهم كبش فداء أو باعتبارهم المشكلة، كما يتعين على البريطانيين الباكستانيين أن يروا من خلال ستار الضحايا الذي تروج له وسائل الإعلام وأن يضعوا الدولة العميقة البريطانية أمام المساءلة عن تورطها في الخارج، من تمويل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي إلى تأجيج الفوضى في البلدان الإسلامية"، مشدداً على أن سياسة "فرق تسد" لا تنجح إلا إذا ظل المحكومون منقسمين.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا