ومع ما تتلقاه القوات الأمريكية من صفعات من قبل قوات صنعاء منذ بدء المواجهات بينهما في أعقاب شن القوات الأمريكية أولى هجماتها على عدد من المحافظات اليمنية في 12 يناير الماضي وحتى اليوم، حيث تعرضت القطع البحرية الأمريكية من حاملات للطائرات ومدمرات وسفن حربية وسفن دعم لضربات موجعة، الأمر الذي تسبب لبعضها في أضرار جسيمة وأجبرها على الانسحاب من البحر الأحمر، ليتم استبدالها بأخرى، وكان آخرها حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" التي لا تزال تتلقى الضربات حاليا، رغم أنه لم يمض أسبوع على إرسالها إلى البحر الأحمر.
وكان الهجوم الذي تعرضت له حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" مساء السبت الماضي هو الأوسع، حيث نفذ بـ 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة، وفقا لبيان المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، والذي أكد أن العملية أسفرت عن "إسقاط طائرة أمريكية من طراز f18، ومغادرة الطائرات الأمريكية الأجواء اليمنية إلى أجواء المياه الدولية، وإفشال هجوم القوات الأمريكية على اليمن، وانسحاب حاملة الطائرات من موقعها بعد استهدافها باتجاه شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم".
ويؤكد خبراء عسكريون أن ما تعرضت له القوات الأمريكية من هزائم في البحر الأحمر بنيران قوات صنعاء قد مثل انكشافا للقوات الأمريكية، وانهيارا لقوة الردع التي لطالما راهنت عليها الولايات المتحدة، واستخدمتها كوسيلة لابتزاز حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، بعد أن أوهمتهم بأنها هي من تحميهم ولن تتردد في استخدام قوة الردع التي تمتلكها لمواجهة أي خطر يتهددهم.
ويضيف الخبراء أنه وبعد سقوط الأكذوبة الأمريكية المتمثلة في قوة الردع العسكري التي ظلت واشنطن توهم حلفاءها من دول المنطقة بأنها هي من ستحميهم، وتبتزهم مقابل ذلك سواء على مستوى الثروات أو المواقف أو النفوذ غيرها، فإن على هذه الدول وفي مقدمتها السعودية أن تتقدم بالشكر والامتنان لقوات صنعاء التي خلصتها من كابوس الابتزاز الأمريكي بحجة الحماية، خاصة مع قدوم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في يناير القادم، والذي لم يكن يتحرج من التصريح أمام الرأي العام ووسائل الإعلام بابتزازه للسعودية، مقابل توفير الولايات المتحدة الحماية المزعومة لها.
وتعد حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" ومجموعتها العسكرية، خامس حاملة طائرات ترسلها الولايات المتحدة إلى البحر الأحمر، منذ أواخر العام الماضي، تحت لافتة "حماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين"، والتي لم تكن تستهدف إلا السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، كمناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، وللضغط من أجل وقف مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر من العام الماضي 2023، والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.
وفشلت القوات الأمريكية أي هدف لحملتها العسكرية في اليمن، خلال سنة من إعلانها تشكيل تحالف لمواجهة هجمات الحوثيين، وتدمير قدراتهم ومنعهم من شن أي هجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل، ولم يقتصر الأمر على فشلها في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، بل إن هذه القوات بدت عاجزة عن أن تحمي نفسها من التعرض لهجمات قوات صنعاء حيث لا تغادر أي من مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية والقطع البحرية التابعة لها إلا بعد تعرضها لضربات موجعة، ولا تتكشف فضائحها إلا بعد مغادرتها.