وحسب تقرير للقناة 12 العبرية، فإن نتنياهو يبذل جهوداً كبيرة لإحباط أي صفقة تتعلق بتحرير الرهائن، ويبني خطته على الاستفادة من بؤسهم والتلاعب بالمشاعر العامة، مؤكداً أنه يفعل كل ذلك مختبئاً خلف واجهة الديمقراطية المتحضرة.
وتعليقاً على تقرير القناة 12 العبرية، قال الكاتب ورائد الأعمال الأمريكي جيري نولان، في مقال نشره موقع ذا أيسلندر، إن ذلك يؤكد حقيقة قبيحة هي أنه "الأرواح البشرية، بما فيها الإسرائيلية، ليست سوى أوراق مساومة، في عالم نتنياهو، ويمكن التضحية بها والتخلص منها إذا لم تخدم الأهداف الاستعمارية لإسرائيل".
وأشار نولان إلى أن خطة وسياسة نتنياهو تتجاوز السخرية السياسية، لكونها "استراتيجية محسوبة ودموية"، وأن "رئيس وزراء إسرائيل غير مهتم بالسلام أو حتى بسلامة مواطنيه، فضلاً عن أولئك الذين على الجانب الآخر من الجدار"، في إشارة إلى الفلسطينيين واللبنانيين، مشيراً إلى أن ما أسماه "عقيدة الأمن" التي يتبناها نتنياهو لا تتعلق بالدفاع، بل تتعلق بالهيمنة، وعندما تتعثر الهيمنة يلجأ إلى التخريب، مؤكداً أن نتنياهو "لا يحمي شعبه، بل يستخدمهم كسلاح".
وفي إشارة إلى تواطؤ الدول الغربية والمنظمات الدولية الحقوقية مع جرائم نتنياهو بحق الفلسطينيين واللبنانيين، قال نولان إنه "في حين تروج آلة العلاقات العامة الإسرائيلية لحكايات عن "القيم الغربية"، يؤكد الواقع أن النظام الإسرائيلي "غارق في دماء الأبرياء في غزة، ويستخدم الفسفور الأبيض المحظور ويدمر المستشفيات والمدارس والمنازل، وكل ذلك بموافقة صامتة من واشنطن ولندن"، مضيفاً أن "المفارقة لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً"، فنتنياهو بدعم ممن أسماهم- على سبيل السخرية- "أبطال حقوق الإنسان"، يدمر الأحياء الفلسطينية بالجرافات بدون عقاب، وينفذ إبادة جماعية غير مسبوقة، بينما يلقي محاضرات على العالم حول الأمن والأخلاق".
وأوضح أن نتنياهو يستخدم ما وصفه بـ "بوليصة التأمين الملتوية" الخاصة به، المتمثلة في ما يروج له تحت مسمى "التهديد الوجودي"، ليستمر في تمرير خطته وحرب الإبادة التي يقودها ضد الفلسطينيين، موضحاً أن إسرائيل مع ذلك تتخبط الآن، خصوصاً بعد ما أصبحت إيران- التي كانت إسرائيل تعتبرها العدو المعزول الذي يسهل السيطرة عليه- حليفاً هائلاً للعالم المتعدد الأقطاب، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال لا تزال ترفض مواجهة ما وصفه بـ "الواقع العالمي المتغير، والفجر الجديد الذي تقوده مجموعة البريكس ومحور روسيا والصين"، وهو ما يكشف فعلاً أزمتها الوجودية، مؤكداً أن "يأس إسرائيل- في ظل تشبثها بتكتيكات عتيقة وروايات قديمة- يعكس الانهيار البطيء لهيمنة رعاتها الغربيين".
وخلُص نولان إلى أن المقاومة للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية، من فلسطين إلى إيران، لم تعد معركة معزولة، بل أصبحت مداً متصاعداً، وأن "مؤامرات نتنياهو في احتجاز الرهائن تؤكد الواجهة المتداعية لنظام مستعد لتجاوز أي خط، وخيانة أي قيمة، والتضحية بأي حياة من أجل التشبث بالسلطة"، مؤكداً أن العالم سيرى حقيقة إسرائيل والغرب الذي يدعمها، من خلال هذه الخدعة، حسب تعبيره.