آخر الأخبار

أين قتل الجنود الأربعة الذين نعتهم وزارة الدفاع الإماراتية وما قصة الفيلق الأجنبي ؟

شارك الخبر

 

في بداية أكتوبر الجاري، كشف تحقيق نشرته قناة DW الألمانية، أن الإمارات أصبحت مركزاً لاحتواء وتجنيد المرتزقة في أفريقيا والشرق الأوسط، وخصوصاً في اليمن والسودان، خدمةً لتوسعها في البلدين العربيين اللذين دمرت مقدراتهما وحولتهما إلى بؤرة لأسوأ معاناة إنسانية، من خلال تمويل وإدارة الحروب الدائرة فيهما.

 

القناة الألمانية أشارت إلى أن الإمارات نشرت إعلاناً يطلب مجندين للالتحاق بما أسمته "الفيلق الأجنبي"، مضيفةً أن الإعلان أثار اهتماماً أكثر مما كان يفترض، حيث ظهر وكأنه بداية فيلم حركة وإثارة، حسب وصف التحقيق الذي أوضح أن من شروط الإعلان أن يكون عمر المتقدم أقل من 50 عاماً، وأن يتحلى بالانضباط واللياقة البدنية، ويمتلك خبرة عسكرية لا تقل عن خمس سنوات، وأن يكون قادراً على مواجهة ما وصفها بـ "ظروف عمل عالية الضغط"، مشيراً إلى أن الراتب يبدأ من 2000 دولار شهرياً، فيما يحصل الجندي على زيادة في الراتب في حال تم إرساله في مهمات خارج الإمارات، سواء في اليمن أو السودان أو أي دولة عربية.

 

في السياق، كشفت صحيفة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية، أن الإعلان الإماراتي لتجنيد المرتزقة تم توزيعه على جنود سابقين في القوات الخاصة التابعة للجيش الفرنسي، موضحةً أن الإعلان يعود لـشركة "منار للاستشارات العسكرية" MMC، التي يديرها ضابط سابق في القوات الخاصة الفرنسية، وترتبط مالياً بعائلة ثرية ذات نفوذ سياسي في أبو ظبي، مؤكدةً أن الإمارات- بحسب معطيات الإعلان- ترغب في إنشاء فيلق نخبة أجنبي خاص بها، قد يكون قوامه ما بين 3000 إلى 4000 عسكري بحلول منتصف العام المقبل.

 

وذكر التحقيق أن شركة "منار للاستشارات العسكرية"، لم ترد على استفسارات وسائل الإعلام، وفي وقت قال بعض مسؤوليها إن الإعلان غير حقيقي، قال مسؤولون آخرون إنه تم إلغاء المشروع، الأمر الذي جعل خبراء يؤكدون أن "الفيلق الأجنبي" الإماراتي مشروع حقيقي.

 

المحاضر في كلية الدراسات الأمنية بكلية كينغز كوليدج في لندن، أندرياس كريغ، أشار إلى أن الصحيفة الفرنسية لها صلات بالقطاع العسكري الفرنسي، وهو ما يرجح أن الإعلان تم تسريبه، الأمر الذي يؤشر على أن فرنسا متوجسة من هذا النشاط، مؤكداً أن باريس تشعر بالقلق من إغراء عناصر أمنية وعسكرية عن طريق وظائف ذات رواتب عالية في الإمارات، وهو ما يؤيده شون ماكفيت، الأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون ومؤلف كتاب "قواعد الحرب الجديدة"، الذي قال إن للإمارات سوابق في الاستعانة بعناصر عسكرية أجنبية، حيث تفعل ذلك منذ عام 2011م.

 

وأضاف كريغ: "عندما أسمع كلمة (مرتزقة) يأتي على خاطري الإمارات ربما أكثر من روسيا؛ إذ أصبحت أبوظبي بمثابة مركز نشط للمرتزقة في النصف الجنوبي من الكوكب".

 

ورغم إنكار الإمارات تدخلها العسكري المباشر في السودان، بتمويلها قوات الدعم السريع المناهضة للجيش، بل وإشراك جنود إماراتيين في القتال المباشر ضد الجيش النظامي للخرطوم، إلا أنها انكشفت خلال الفترة القليلة الماضية بشكل أكبر من ذي قبل، حيث قدم الجانب السوداني في شكواه لمجلس الأمن الدولي أدلة قاطعة على مشاركة جنود وضباط إماراتيين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع المتمردة.

 

وفي السادس والعشرين من أكتوبر الجاري، نعت وزارة الدفاع الإماراتية، أربعة من منتسبيها، قالت إنهم لقوا حتفهم إلى جانب إصابة تسعة آخرين في ما وصفته بأنه "حادث أثناء تأدية واجبهم داخل الدولة"، وفيما لم توضح طبيعة الحادث المزعوم، أكان خلال مناورات أو تدريبات عسكرية، أكد موقع "إمارات ليكس" عن مصادر وصفها بالمطلعة أن القتلى والمصابين الذين أعلنت عنهم وزارة الدفاع الإماراتية، في بيان النعي، قتلوا في السودان، خلال هجوم لقوات الجيش استهدف مقر عمليات ومركز تدريب لقوات الدعم السريع قرب مطار نيالا في ولاية دارفور، الذي حاولت إدخاله الخدمة سراً لأغراض الإمداد والإخلاء.

في الشأن نفسه، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان، البلد الذي مزقته واحدة من أكثر الحروب الأهلية كارثية في العالم، مشيرةً إلى أن الدور الذي تلعبه الإمارات في السودان يتمثل في أنها تعمل على توسيع ما وصفته بالحملة السرية لمؤازرة قوات الدعم السريع المتمردة، متهمةً أبوظبي بالتخفي تحت راية الهلال الأحمر.

 

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات ورغم قولها إنها أوضحت، بشكل قاطع، عدم تسليحها أو دعمها أياً من الأطراف المتحاربة في السودان، وأنها منزعجة من الكارثة الإنسانية المتسارعة، وتدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار، إلا أن ذلك ليس إلّا لتقديم نفسها كبطل للسلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية، مستخدمةً أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم، وهو الهلال الأحمر، نظير الصليب الأحمر، كغطاء لعمليتها السرية لإرسال طائرات مسيّرة إلى السودان وتهريب الأسلحة إلى المقاتلين.

شارك الخبر


إقرأ أيضا