في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشف أسيد الكحلوت شقيق الناطق العسكري باسم كتائب القسام حذيفة الكحلوت، المعروف بـ"أبو عبيدة"، تفاصيل إنسانية وشخصية من حياة الرجل الذي عرف بصوته وبياناته، أكثر مما عرف بملامحه.
يقول أسيد الكحلوت لبرناج المسائية على الجزيرة مباشر، إن غزة تلقت خبر استشهاد أبو عبيدة بألم شديد وفخر كبير في آن واحد، واصفا شقيقه بـ"ناطق الأمة العسكري" الذي صدح بصوت ما اعتبره حقا وكرامة، مؤكدا أن الفقد لا يخص عائلة بعينها، بل يمتد إلى عموم الفلسطينيين وأنصار المقاومة. ويضيف أن أبو عبيدة كان رمزا لجيل كامل من المقاتلين، مؤمنا بأن القادة يخلفون من يحمل الراية من بعدهم.
وعن شخصية شقيقه بعيدا عن المنابر والبيانات العسكرية، يوضح أسيد أن "أبو إبراهيم"-وهي كنيته الحقيقية- كان إنسانا هادئا، متدينا، شديد الارتباط بالقرآن الكريم. حفظ القرآن منذ صغره، وجعل من بيته مدرسة قرآنية، حيث أتم ابنه الأكبر حفظ القرآن كاملا، فيما حفظت ابنتاه ليان ومنة الله القرآن خلال الحرب الأخيرة، رغم ظروف القصف والحصار. ويصفه بأنه كان بارا بوالديه، محبا لأسرته، ويستشهد بالقرآن في نصحه وتوجيهه، حتى في أدق تفاصيل الحياة اليومية.
وعن التهديدات الإسرائيلية المتكررة باغتياله، يقول شقيقه إن أبو عبيدة كان يدرك منذ البداية أن الطريق الذي اختاره لا ينتهي إلا بأحد خيارين: "نصر أو استشهاد"، وهي العبارة التي اعتاد ترديدها في ختام خطاباته. ويضيف أن هذا الوعي لم يكن مصدر خوف، بل دافعا لمواصلة ما كان يعتبره واجبا، على خطى قادة سبقوه وواجهوا المصير ذاته.
ويشير أسيد الكحلوت إلى أن رسائل شقيقه لم تكن موجهة لغزة أو فلسطين فقط، بل للأمتين العربية والإسلامية، انطلاقا مما كان يراه معركة تمس العقيدة والقدس والمسجد الأقصى. ويقول إن أبو عبيدة كان يعتبر أن الدماء التي سالت في غزة مرتبطة بالدفاع عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتمنى أن يكون التفاعل الشعبي والرسمي أوسع، خاصة في خطاباته الأخيرة.
وفي واحدة من أكثر اللحظات إيلاما في الحديث، كشف أسيد الكحلوت عن أن شقيقه استشهد برفقة زوجته و3 من أبنائه في اليوم ذاته، في حين نجا ابنه الأكبر "إبراهيم"، مؤكدا أن التفاصيل الأخرى لدى الجهات المختصة.
ورسم شقيقه صورة لأبو عبيدة، عن كونه رجل عاش بين أسرته والقرآن، وحمل قناعته حتى النهاية، تاركا خلفه حكاية تمتزج فيها الرمزية العسكرية بملامح إنسانية وعائلية، لا تقل حضورا عن صوته الذي عرفه العالم.
المصدر:
الجزيرة