قُتل وأصيب إسرائيليون اليوم الجمعة بعملية نفذها فلسطيني من الضفة الغربية في موقعين بمدينة بيسان وثالث بالعفولة شمال إسرائيل، وسط تصاعد عنف المستوطنين وجيش الاحتلال في مدن الضفة المحتلة.
ولا تزال الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام ( شاباك) يحققان بالعملية، في حين يجري الجيش الإسرائيلي تقييما للوضع في مختلف المناطق، كما عزز قواته في ما وصفها بـ"منطقة التماس" مع الضفة الغربية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتصاعد حدة العمليات التي ينفذها فلسطينيون في إسرائيل التي لم تستطع أجهزتها الأمنية منع حدوثها، لكن كيف نُفذت عملية بيسان؟ ومن المسؤول عنها؟
تشير التحقيقات الإسرائيلية الأولية إلى أن منفذ العملية دهس في البداية شابا إسرائيليا في شارع يعقوب في مدينة بيسان، ثم دهس آخر في شارع هاشومرون بالمدينة. بعدها توجه إلى كيبوتس تل يوسف في مرج ابن عامر القريب من المنطقة حيث ترجل من السيارة وطعن شابة إسرائيلية.
كذلك توجه المنفذ نحو منطقة العفولة حيث دهس إسرائيلي آخر. لكن أحد رجال الحراسة بالمنطقة أطلق النار على المنفذ ثم ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض عليه ونقلته إلى المستشفى، قائلة إن جروحه متوسطة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية المزدوجة في المدينتين استمرت نحو 50 دقيقة.
وبحسب الإسعاف الإسرائيلي، قُتل رجل دهسا في حين قتلت شابة طعنا في موقعين بمدينة بيسان شمالي إسرائيل.
كذلك قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيليين اثنين أصيبا جراء العملية بجروح متوسطة وطفيفة، بعد أن أفادت في البداية بإصابة 6 أشخاص.
وقال الشاباك الإسرائيلي إن منفذ العملية هو الشاب الفلسطيني أحمد أبو الرب (37 عاما) من قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، والتي تواجه منذ يناير/كانون الثاني الماضي عملية إسرائيلية واسعة ( السور الحديدي) أدت إلى نزوح الآلاف وتدمير منازل فلسطينيين وبنى تحتية في المدينة، في حين تواجه قباطية مداهمات واعتقالات إسرائيلية مستمرة، أسفر آخرها عن استشهاد فتى فلسطيني بعد إطلاق الاحتلال النار عليه مباشرة.
وذكر الشاباك أيضا أن أبو الرب ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي، التي لم تتبن بدورها العملية حتى اللحظة.
كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن الجيش إن منفذ العملية "مقيم غير شرعي يعمل في إسرائيل منذ سنوات"، فيما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر أمني أن منفذ العملية معروف للأمن وسجن قبل 10 سنوات إثر مواجهات مع قوات الجيش.
بعد العملية المزدوجة، اقتحمت قوات من وحدة دوفدوفان (أبرز وحدات القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي) إلى جانب المظليين والشرطة بلدة قباطية حيث بدؤوا تنفيذ عملية عسكرية مكثفة، وذلك بحسب أوامر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نشر قوات جوية لتوفير الدعم الناري والمراقبة فوق منطقتي جنين وقباطية، كما اقتحمت قواته منزل منفذ العملية، كما بدأت قوات هندسية بمسحه تمهيدا لهدمه.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، تهدف العملية في قباطية إلى "تحديد مكان كل إرهابي وإحباطه وضرب البنية التحتية الإرهابية في البلدة"، وفق وصفه، دون تحديد مدة العملية العسكرية.
من جانبها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن قوات من وحدات مختلفة تعمل على تطويق قباطية وإقامة حواجز في المنطقة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت -نقلا عن مصدر- أن الجيش الإسرائيلي نشر قوات شمالي الضفة والأغوار لتأمين مناطق جدار الفصل العنصري.
أما سياسيا، فشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن "حكومة إسرائيل ستواصل العمل لإحباط كل من يسعى إلى الإضرار بمواطنيها"، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن إسرائيل تواجه من حين لآخر ما وصفها بـ"أعمال دموية" رغم تنفيذ عمليات عدة لإحباط ما سماه بـ"الإرهاب" خلال العام الماضي.
بدوره، صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن العملية المزدوجة شمالي إسرائيل تظهر "الحاجة الملحة لتطبيق قانون عقوبة الإعدام"، وهو مشروع قانون يطالب بن غفير بإقراره، وينص على أن الشخص الذي يتسبب عن قصد أو بسبب اللامبالاة في وفاة إسرائيلي، وعندما يتم تنفيذ الفعل بدافع عنصري أو كراهية ولإلحاق الضرر بإسرائيل، فإنه يجب أن يواجه حكم الإعدام.
لم تصدر حركة الجهاد الإسلامي أي بيان حتى اللحظة.
بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) العملية التي وقعت في مدينتي بيسان والعفولة تعبيرا عن حالة الغضب الشعبي المتراكم ونتيجة لجرائم الاحتلال اليومية.
كما حذرت الاحتلال من مغبة الاستمرار في سياساته العدوانية، مؤكدة أن جرائمه لن تحقق له الأمن.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة