أفادت تسريبات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتطلع لضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستئناف الحرب في لبنان، في حين أوضحت بيروت أنه ليس لديها ضمانات بعدم قيام إسرائيل بتصعيد جديد.
وقد نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر أن نتنياهو سيطلب من ترامب ضوءا أخضر لشن عملية واسعة النطاق ضد حزب الله .
ومؤخرا تحدث الإعلام الإسرائيلي عن استكمال الجيش الإسرائيلي إعداد خطة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله في "حال فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاحه قبل نهاية عام 2025".
ويأتي ذلك في حين تواصل إسرائيل شن غارات جوية بشكل شبه يومي على لبنان، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
من جانبه، كشف نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري، الثلاثاء أنه لا توجد أي ضمانات بعدم إقدام إسرائيل على تصعيد جديد.
وقال متري، في حديثه لإذاعة "صوت كل لبنان" إنه لا توجد أي ضمانات أو تطمينات للبنان بعدم إقدام إسرائيل على تصعيد جديد خلال الفترة المقبلة.
غير أنه ذهب في الوقت ذاته، إلى أن المبالغة في التخوف من تصعيد إسرائيلي غير مبررة ولا تستند إلى معلومات جدية، داعيا إلى عدم الانجرار وراء تقديرات غير مبنية على معطيات موثوق بها.
وشدد نائب رئيس الحكومة اللبنانية على أنه من واجبنا أن نقطع الطريق على أي ذريعة للعدو للاعتداء على لبنان.
ولفت إلى أن لجنة الميكانيزم سلكت هذا الطريق عبر البحث في كيفية التحقق من التزام الجيش اللبناني مهامه وفق الخطة التنفيذية التي وضعها.
وأنشئت لجنة الميكانيزم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم ممثلين عسكريين من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ( يونيفيل ).
وأشار متري إلى أن التعاطي الدولي مع لبنان يشهد تحولا، لا سيما على صعيد دعم الجيش اللبناني، كاشفا عن التحضير لزيارة قريبة لقائد الجيش رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة، دون ذكر موعد بعينه.
واعتبر أن موافقة واشنطن على عقد مؤتمر خاص لدعم الجيش تشكل مؤشرا على هذا التحول.
والخميس، أعلنت باريس، تنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني في فبراير/شباط 2026، بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة والسعودية.
وفي 5 أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بيد الدولة بما فيه سلاح حزب الله ، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
لكن أمين عام حزب الله نعيم قاسم ، أكد مرارا أن الحزب لن يسلم سلاحه، ودعا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية، في حين تتهم إسرائيل الجيش اللبناني بالتقصير في تفعيل نزع السلاح ، وهي اتهامات ترفضها بيروت.
يشار إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
وانتهت الحرب رسميا باتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
لكن إسرائيل عمدت إلى خرق الاتفاق أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
المصدر:
الجزيرة