جددت هيئة الطيران الفدرالية الأميركية تحذيرها، أمس الثلاثاء، الطائرات المدنية من التحليق في المجال الجوي الفنزويلي، مشيرة إلى مخاطر على صلة بنشاطات عسكرية. وقد دافع وزيرا الحرب والخارجية الأميركيان في الكونغرس عن الضربات الجوية التي استهدفت سفنا تشتبه واشنطن بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي، في قضية تثير قلقا متزايدا لدى المشرعين خصوصا الديمقراطيين.
وحثت الهيئة الطائرات على "توخي الحذر" بسبب "تدهور الوضع الأمني وزيادة النشاط العسكري في فنزويلا أو حولها".
ويأتي التحذير الجديد، بعد أيام على إفادة قائد طائرة تابعة لشركة جيت بلو، أن طائرته كانت على وشك الاصطدام بطائرة تزويد وقود تابعة لسلاح الجو الأميركي قرب فنزويلا، في حادثة قالت شركة الطيران، إنها أبلغت بها السلطات الأميركية.
ويأتي ذلك في حين تحشد الولايات المتحدة قواتها في البحر الكاريبي حيث نشرت أكبر حاملة طائرات في العالم وسفنا حربية، كما حلّقت طائرات عسكرية أميركية فوق الساحل الفنزويلي في الأسابيع الأخيرة.
ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الانتشار العسكري يرمي إلى مكافحة المخدرات، متهّما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتزّعم كارتيل (عصابة) للتهريب.
وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي إلى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطاتها النفطية.
ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يساعد في القبض على مادورو، الوريث السياسي للزعيم اليساري الراحل هوغو تشافيز.
ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن غارات جوية على ما لا يقل عن 26 سفينة يشتبه في تهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي وشرق المحيط الهادي ، ما أسفر عن مقتل 95 شخصا على الأقل، من دون تقديم أي دليل على تورطها في تهريب المخدرات.
وقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا في واشنطن، لا سيما في عملية عسكرية نُفذت مطلع سبتمبر/أيلول أطلق خلالها الجيش الأميركي النار على مرحلتين، أسفر إطلاق النار الثاني عن مقتل الناجيين الاثنين من سفينة محترقة.
وفي هذا السياق دافع وزيرا الحرب بيت هيغسيث والخارجية ماركو روبيو الأميركيان في الكونغرس، أمس الثلاثاء، عن الضربات الجوية التي استهدفت سفنا تشتبه واشنطن بتهريبها المخدرات في منطقة الكاريبي.
وفي تصريحات للصحفيين عقب جلسة استماع مغلقة في الكونغرس، دافع هيغسيث وروبيو عن الضربات "المهمة والناجحة للغاية"، حسب قولهما، مؤكدين أنها استهدفت منظمات إرهابية وعصابات تتهمها واشنطن بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وأشار روبيو وهيغسيث إلى أنهما سيسمحان لأعضاء لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ بمشاهدة فيديو الضربة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحضور قائد القوات المسلحة الأدميرال فرانك برادلي الذي أصدر الأمر.
وقال بيت هيغسيث "لكن، وفقا لسياسة وزارة الدفاع الراسخة، لن ننشر الفيديو الكامل غير المحرر والذي يُعدّ سريا للغاية، للجمهور".
وطالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الإدارة بتزويد كل عضو في مجلس الشيوخ بالتسجيلات الكاملة من دون أي تحرير لها، محذرا من أن السرية، إلى جانب وجود قوات أميركية ومجموعة حاملات طائرات ضاربة في المنطقة، من شأنها أن تجرّ البلاد إلى صراع آخر بلا أي أفق.
كما تساءل بعض المشرعين الجمهوريين، منهم السيناتور راند بول، عما إذا كان استهداف مشتبه بهم ناجين من غرق سفينة يشكّل انتهاكا للقانون الدولي.
وبحسب خبراء، تسلّط هذه القضية الضوء على موضع خلاف جوهري في نهج الرئيس دونالد ترامب يتمثل في التعامل مع تهريب المخدرات كعمل حربي.
وعند مغادرته الاجتماع، قال شومر إنه "لم يسمع أي جديد" في الموضوع.
وقد يُصوّت مجلس الشيوخ قريبا على قرارات تهدف إلى منع الرئيس ترامب من شنّ عمل عسكري ضد فنزويلا من دون موافقة الكونغرس
المصدر:
الجزيرة