آخر الأخبار

لهذه الأسباب يواصل الاحتلال النسف والتجريف شرق قطاع غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- على مدار أكثر من 30 يوما، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات تجريف ونسف واسعة داخل حدود "الخط الأصفر" الذي يقضم 60% من مساحة قطاع غزة ، وذلك في خرق ل اتفاق وقف إطلاق النار الذي سرى في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

وفي عدوان يومي، تدوّي أصوات الانفجارات الناجمة عن نسف ما تبقى من منازل للمواطنين الفلسطينيين على طول المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية لقطاع غزة، ويصاحبها حركة نشطة لآليات الجيش الإسرائيلي التي تطلق نيران رشاشاتها تجاه المناطق المحاذية للخط الأصفر.

وقالت حركة حماس إن نسف المنازل، وتجاوز الجيش الإسرائيلي خط الانسحاب المؤقت بنحو 33 كيلومترا مربعا، وفرض السيطرة النارية ضمن مسافات تتراوح بين 400 و1050 مترا خارج الخط الأصفر، يمثل خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وطالبت في بيان لها الوسطاء والضامنين بالضغط على الاحتلال لوقف تجاوزاته التي تهدف إلى تقويض الجهود الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار.

استكمال التدمير

ويركز الجيش الإسرائيلي عمليات النسف والتدمير في البلدات الشرقية بمحافظة خان يونس جنوب القطاع.

ويسرد الصحفي عمار قديح، الذي يسكن في المناطق الشرقية لخان يونس، تفاصيل ما يجري على الأرض، إذ إن الاحتلال يسيطر على كل من بلدات بني سهيلا وعبسان والفخاري و القرارة و خزاعة التي تبلغ مساحتها نحو 50 كيلومترا مربعا، في إطار مواصلة حرب الإبادة ضد الشجر والحجر.

ويقوم الاحتلال، وفق قديح، بنسف وتدمير المباني السكنية المتبقية في المنطقة وتجريف المزيد من الأراضي الزراعية، إلى جانب استهداف وقتل المواطنين الذين يحاولون دخولها.

وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن هذه البلدات تتميز بسمات طبيعية وجغرافية تبرز أهميتها الزراعية، نظرا لأنها تتمتع بالمياه العذبة، وبتربتها الصالحة لكافة المحاصيل، وتُعرف بأنها سلة غذاء قطاع غزة بسبب الإنتاج الزراعي فيها، وانتشار البساتين والمزارع.

وأشار إلى أن احتلال الجيش الإسرائيلي لشرق خان يونس بدأ في الشهر الأول للحرب، واضطر معظم السكان تحت ضغط القصف والاستهداف المكثف للنزوح غربا نحو منطقة المواصي أو باتجاه رفح قبل اجتياحها.

إعلان

وشدد قديح على أن العدوان الإسرائيلي حوّل المنطقة الشرقية لأكوام من الركام، ودمر الأراضي الزراعية التي كانت مصدر الدخل الوحيد للسكان المزارعين.

وبحسب قديح، فإن عمليات التدمير اليومية طالت 90% من المباني والمساكن والمنشآت والمزارع في بلدات شرق خان يونس، ولا يزال جيش الاحتلال يمنع سكانها من العودة إليها وقتل العديد من المواطنين أثناء توجههم للمنطقة.

تخوّف من الأنفاق

وتمتد عمليات النسف والتدمير إلى جميع الأجزاء الشرقية للقطاع لا سيما شرقي مدينة غزة ، وفي هذا الإطار يقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن المساحة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ليست صغيرة.

ويسود اعتقاد لديه بأن بعض المجموعات التابعة للمقاومة لا تزال موجودة فيها لا سيما بجنوب وشرق رفح، رغم أن الأعداد الدقيقة غير معروفة، وربما تكون محدودة.

وأوضح القرا -في حديث للجزيرة نت- أن الاحتلال يبذل جهدا كبيرا في التدمير والنسف عله يتمكن من القضاء على هذه العناصر، لكن تعقيدات شبكة الأنفاق تحول دون ذلك، مما يثير تساؤلات عن جدوى وجود جيش الاحتلال في تلك المناطق منذ عامين.

ونوه القرا إلى أن هناك خشية من تكرار سيناريوهات مشابهة لما حدث في المرات السابقة في رفح التي شهدت مواجهات متوقعة بسبب استمرار وجود عناصر المقاومة، في مقابل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية عبر القصف الجوي وعمليات النسف المتكررة، التي أدّت عمليا إلى تدمير نحو 80% من المنطقة الشرقية لرفح وخان يونس.

وأكد أن إسرائيل تركز عملياتها على هذه المناطق تحديدا، نظرا لوجود عناصر متعاونة معها داخلها، مثل مجموعات "أ بو شباب " و"حسام الأسطل"، المنتشرة في مناطق شرقي خان يونس ورفح، وتتوقع أن يكونوا عرضة للمهاجمة من عناصر المقاومة.

ورغم ذلك، يرى المحلل السياسي أن الولايات المتحدة ماضية في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المناطق وبالتالي هو يسابق الزمن لتحقيق سيطرة فعّالة عليها من خلال تدميرها كليا.

ويرجّح القرا أن الاعتقاد السائد لدى الاحتلال بأن الأنفاق الهجومية تتركز في المناطق الشرقية من قطاع غزة، يجعلها هدفا أساسيا لعمليات الاستهداف الإسرائيلية.

وأشار إلى أن السيطرة على شبكة الأنفاق والتخلص منها تُعد خطوة محورية لدى الاحتلال تهدف إلى تفكيك القدرة الهجومية المرتبطة بها ومنع استخدامها مستقبلا في العمليات المسلحة، قبل أي انسحاب أو تغيير في توزيع القوات.

مصدر الصورة دبابات إسرائيلية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة بعد أيام من سريان وقف إطلاق النار (غيتي)

أهداف إسرائيلية

ويعيد المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين، في حديث للجزيرة نت، استمرار نسف المباني السكنية في المناطق الواقعة داخل الخط الأصفر على امتداد محافظات قطاع غزة إلى عدة أسباب:


* استكمال تدمير ما تبقى من مبان سكنية وبنية تحتية بما يحول دون عودة السكان إليها حال انسحب الجيش منها في المرحلة الثانية من الاتفاق.
* فرض منطقة عازلة بمساحات واسعة جدا، وإزالة أي عوائق أمام الاحتلال في المناطق الممتدة على طول حدود قطاع غزة.
* استمرار الاحتلال في البحث عن أنفاق رغم أنه يعمل لتحقيق الهدف ذاته منذ عامين من الحرب، مما يدل على تعقيدات البنية تحت الأرضية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية.
* إقامة مواقع عسكرية على تلال مرتفعة تقع في المناطق الشرقية للقطاع، بهدف مواصلة السيطرة النارية على مساحات واسعة تمتد إلى خارج "الخط الأصفر".
* تكريس الادعاء بأن حكومة الاحتلال تمسك بمفاتيح الحرب رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وأن جيشها لا يزال يعمل داخل قطاع غزة بهدف تحقيق أهدافه.
إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا