في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نقلت كاميرا قناتي "العربية" و"الحدث" شهادات الناجين من الفاشر بعد وصولهم إلى محلية طويلة، حيث يواصل النازحون الذين هربوا من مدينة الفاشر ظروفاً إنسانية صعبة.
تحدث بعض الناجين عن تجاربهم المروعة خلال رحلتهم، حيث تعرضوا للإجبار على النزوح تحت وابل من الرصاص الحي.
صور أقمار صناعية توثق عمليات قتل جماعي على يد الدعم السريع وقعت في 31 موقعاً بالفاشر#قناة_العربية pic.twitter.com/nXlMxobas9
— العربية (@AlArabiya) November 1, 2025
وقال نازحون إنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية، حيث يواجهون نقصاً في الخدمات الأساسية، مثل المياه والطعام وبعضهم أصبح يعيش في العراء أو تحت ظلال الأشجار.
وأوضح نازح يُدعى الخير إسماعيل، في مقابلة مصورة أجراها معه صحافي محلي في بلدة طويلة بإقليم دارفور بغرب البلاد، إن أحد الخاطفين تعرف عليه من أيام الدراسة وتركه يهرب.
وقال إسماعيل: "قال لهم لا تقتلوه"، حتى بعد أن قتلوا كل من معه بمن فيهم أصدقاء له. وأضاف أنه كان يحضر الطعام لأقاربه الذين كانوا لا يزالون في المدينة عندما سيطرت عليها "قوات الدعم السريع" يوم الأحد، وكان كغيره من المعتقلين أعزل بلا سلاح.
وكان إسماعيل واحداً من أربعة شهود، وستة من موظفي الإغاثة أجرت وكالة "رويترز" مقابلات معهم، وقالوا أيضاً إن الفارين من الفاشر جُمعوا في قرى مجاورة، وفصل الرجال عن النساء، ثم تم إبعادهم. وفي رواية سابقة، قال أحد الشهود إن دوي إطلاق نار سُمع بعد ذلك.
ونشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روايات أخرى، أمس (الجمعة)، تشير إلى تقديرات بأن مئات المدنيين والعزل ربما يكونون قد أُعدموا. وتُعد عمليات القتل على هذا النحو جرائم حرب.
ونفت "قوات الدعم السريع"، التي يُمثل "انتصارها" في الفاشر نقطة تحول في الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ عامين ونصف العام، ارتكاب هذه الانتهاكات، قائلةً إن الروايات من نسج خيال أعدائها، ووجَّهت إليهم اتهامات مضادة.
ونددت منظمة أطباء بلا حدود بما وصفتها بـ"الفظائع" وعمليات القتل المروعة على أساس عرقي التي ترتكبها "قوات الدعم السريع" بالفاشر بغرب السودان. وقالت المنظمة إن أعداداً كبيرة من سكان الفاشر لا تزال تواجه خطر الموت، مشيرة إلى أن "قوات الدعم السريع" تمنع السكان من الوصول إلى مناطق آمنة. ودعت "أطباء بلا حدود" ميليشيا "قوات الدعم السريع" إلى تجنيب المدنيين المخاطر والسماح لهم بالوصول إلى مناطق آمنة.
وكانت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، قد طالبت في وقت سابق من اليوم بالسماح للمنظمة بالعمل بكامل استقلاليتها في السودان، وذلك بعد موجة عنف في مدينة الفاشر بإقليم دارفور في أعقاب سيطرة "قوات الدعم السريع" عليها.
وأفادت وكالة رويترز بأنها تحققت من ثلاثة مقاطع فيديو على الأقل نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر رجالاً يرتدون زي "قوات الدعم السريع" وهم يطلقون النار على أسرى عزل، ومن 12 مقطعاً آخر تظهر فيها مجموعات من الجثث بعد إطلاق نار على ما يبدو.
ووصف قائد كبير في "قوات الدعم السريع" هذه الروايات بأنها "تضخيم إعلامي" من الجيش والمقاتلين المتحالفين معه "للتغطية على هزيمتهم وفقدانهم مدينة الفاشر". وقال إن قيادة القوات أمرت بالتحقيق في أي انتهاكات ارتكبها أفرادها الذين تم اعتقال العديد منهم، مضيفاً أن "قوات الدعم السريع" ساعدت الناس على مغادرة المدينة ودعت منظمات الإغاثة إلى مساعدة من بقوا فيها. وذكر أن جنود الجيش السوداني والمقاتلين الذين تظاهروا بأنهم مدنيون تم "أسرهم" للتحقيق معهم. وقال لوكالة رويترر رداً على طلب للتعليق: "لم تكن هناك عمليات قتل كما يروج البعض".
من جانبهم، أفاد شهود لمنظمة "أطباء بلا حدود" بأن مجموعة مكونة من 500 مدني وجندي من القوات المسلحة السودانية والجماعات المتحالفة معها حاولت الهرب في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن معظمهم قُتلوا أو أُسروا على يد "قوات الدعم السريع" وحلفائها.
وذكرت المنظمة اليوم أن "ناجين أفادوا بفصل الأفراد بعضهم عن بعض حسب الجنس والعمر أو الهوية العرقية، ولا يزال كثير منهم قيد الاحتجاز للحصول على فدى تتراوح بين 5 ملايين و30 مليون جنيه سوداني (ثمانية آلاف إلى 50 ألف دولار)".
وقال باحثون في جامعة ييل الأميركية إن صوراً جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها. ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في تقرير الجمعة، إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
وحدّد الباحثون ما لا يقل عن 31 موقعا تحتوي على أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية. وأضاف التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان".
المصدر:
العربيّة