آخر الأخبار

الجزيرة نت تكشف حقيقة نشر قسد عناصر من النظام السابق بالحسكة

شارك





الحسكة – كشف مصدر سوري مطلع عن قيام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بتجميع عدد كبير من عناصر من قوات النظام السوري السابق في محافظة الحسكة الواقعة شرقي البلاد، مشيرا إلى أن عددهم يتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف عنصر، يمثلون نشاطا مكثفا ومنظما لعناصر النظام المخلوع داخل المناطق الخاضعة لسيطرة قسد.

وأوضح المصدر -الذي فضل عدم كشف هويته- في حديث خاص للجزيرة نت أن هؤلاء العناصر تم نقلهم وتوزيعهم على مواقع رئيسية في المنطقة، تشمل جبل عبد العزيز وفوج الميليبية والشدادي والرميلان والمساكن.

وأكد أن غالبيتهم من الساحل السوري ، ويتنقلون باستخدام هويات حزبية مصطنعة تحمل أسماء وهمية، مما يتيح لهم اجتياز حواجز الأمن العام التابع للحكومة السورية دون عوائق، في دلالة واضحة على تنسيق مسبق وتسهيلات أمنية.

إستراتيجية قسد

وفقا للمصدر نفسه، فإن حماية قسد لهذه العناصر تأتي ضمن إستراتيجية معقدة تجمع بين الضغوط السياسية والمصالح المشتركة، حيث تُستخدم كورقة ضغط في المفاوضات مع دمشق أو الأطراف الإقليمية، معتقدا أن بعض القيادات المحلية في قسد تتلقى دعما لوجستيا أو ماليا مقابل التغاضي عن نشاطهم.

ولفت إلى أن وجودهم يسهم في خلق توازن داخلي يمنع أي تحركات معارضة جذرية ضد قوات سوريا الديمقراطية في المناطق ذات الغالبية العربية.

والأسبوع الماضي، زار الوفد الحكومي المكلف بتطبيق بنود اتفاق 10 مارس/آذار الماضي بين قسد والحكومة السورية، برئاسة قائد الأمن الداخلي في حلب العقيد محمد عبد الغني، مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي الخاضعة لسيطرة هذه القوات، وذلك برفقة وفد من التحالف الدولي.

إعلان

وجاءت الزيارة بعد أيام من تصريح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لوكالة أسوشيتد برس بأنه ملتزم بدمج قواته ضمن الجيش السوري، وقال إن خبراتهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ستعزز قدرات الدولة السورية، وألمح إلى مرونة تركية محتملة تجاه هذا الاندماج.



وجود سابق

بدوره، كشف مصدر عسكري في قسد عن وجود عناصر سابقة من قوات النظام السوري في مناطق سيطرة قسد بمحافظة الحسكة، مؤكدا أنها كانت موجودة أصلا قبل سقوط النظام، ولم تشهد المنطقة أي تجمعات منظمة أو أعداد كبيرة كما يُشاع.

وأوضح في تصريح خاص للجزيرة نت أن معظم هذه العناصر كانت منتشرة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، من القامشلي إلى عين العرب (كوباني)، كجزء من الانتشار العسكري للنظام السوري قبل عام 2011. وأشار إلى أن قوات النظام السابق كانت تسيطر على هذه النقاط الحدودية بشكل كامل، وأن بعضها بقي في المنطقة بعد انسحاب الجزء الأكبر منها.

ونفى المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- وجود أعداد تتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف عنصر كما ورد، لافتا إلى أنه لا يتجاوز 3 آلاف على أقصى تقدير، وأنهم "ليسوا متجمعين بمفردهم، ولا يشكلون كتلة واحدة". وأضاف "هم موزعون ضمن أفواج ووحدات مختلطة عسكرية ومنهم من بقي مع السكان المحليين، ويحمل بعضهم هويات مدنية، ولا توجد ترتيبات تنظيمية أو قيادة موحدة".

كما نفى أن تكون قوات سوريا الديمقراطية تسعى لاستقطاب أو حماية هذه العناصر بشكل ممنهج، مؤكدا أن "القوات العسكرية لا تعاني نقصا بشريا يدفعها للاعتماد عليهم". وأردف "من المنطقي أن يبقوا في المنطقة دون إزعاج، لأن أي تحرك ضدهم قد يُستخدم لزعزعة الاستقرار، لكن لا توجد سياسة رسمية لدمجهم أو تنظيمهم".

وبداية الشهر الجاري، عادت التوترات بين قسد والجيش السوري في مدينة حلب ، لا سيما في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ودار اشتباك لعدة ساعات انتهى بسقوط قتلى وجرحى، وعلى إثره تم توقيع وقف إطلاق نار جديد في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ومظلوم عبدي.

مصدر الصورة الشرع (يمين) وعبدي وقّعا اتفاقا ينص على دمج عناصر قسد ضمن هياكل الدولة (الفرنسية)

استغلال وتوظيف

من جهته، أكد أنس شواخ الباحث السياسي السوري للجزيرة نت أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لتوظيف عناصر من النظام السابق، خاصة المتورطين في جرائم حرب وانتهاكات، من الصفوف العليا والوسطى في القيادات الأمنية والعسكرية. وأوضح أن هؤلاء كانوا موجودين في مناطق سيطرتها عند سقوط النظام، وأن الاستقطاب يأتي في إطار تعويض النقص البشري الناتج عن حالات الانشقاق الكثيرة بين المقاتلين العرب في صفوف قسد.

وحسب شواخ، فإن "المنسق الرئيسي لهذا الاستغلال هو التيار المرتبط بإيران داخل حزب العمال الكردستاني ، الذي يتمتع بحضور قوي في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية".

إعلان

وأضاف أن هذا التيار يعارض بشدة أي اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة وتركيا، مستثمرا هذه العناصر لتعزيز سيطرته واستبدال العناصر العربية غير الموثوق بها، مستفيدا من الارتباطات العقدية أو السياسية المشتركة معها.

وحذر الباحث من الجوانب السلبية لهذا التحالف، موضحا أن فلول النظام تحمل عداء تاريخيا تجاه معظم الشعب السوري، خاصة المكون العربي في شمال شرقي البلاد. وأكد أن إعادة إنتاج هذه العناصر من قبل قسد يزيد من الاحتقان والعداء ضد سيطرتها، مما يؤدي إلى تصعيد الرفض الشعبي في المناطق ذات الغالبية العربية.

وفيما يتعلق بالإجراءات العملية، كشف شواخ عن معلومات متداولة من سكان المناطق أن قسد تضع خطة أمنية متكاملة لتنظيم تحركات هذه المجموعات. تشمل وضعهم في معسكرات تدريب خاصة، وتزويدهم ببطاقات هوية عسكرية مرتبطة بها، بالإضافة إلى إنشاء تجمعات سكنية لعوائلهم في مناطق ذات غالبية عربية، مثل مدينة الحسكة والرقة والطبقة وبعض المناطق التابعة للحسكة.

يشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي وقّعا اتفاقا في العاشر من مارس/آذار 2025 بقصر الشعب في دمشق، بحضور مبعوثين أميركيين، تضمّن 8 بنود، أبرزها دمج المؤسسات العسكرية والمدنية شمال شرقي سوريا ضمن هيكل الدولة، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا