فازت المرشحة اليسارية المستقلة "كاثرين كونولي" في الانتخابات الرئاسية في #أيرلندا، حاصدةً أكثر من 63% من الأصوات pic.twitter.com/H9H1Grr4aS
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 26, 2025
خاضت الانتخابات الرئاسية الأيرلندية كمرشحة مستقلة رغم دعمها من أحزاب "شين فين" و"الديمقراطيين الاجتماعيين"، و"الاشتراكي الديمقراطي"، و"العمال"، و" الخضر"، و"الشعب قبل الربح"، و"منظمة 100% للتعويض"، وعدد من أعضاء مجلس النواب الأيرلندي المستقلين.
وقد تصدر ملف فلسطين أجندتها الانتخابية، ولم تتوقف عن الحديث والتركيز على معاناة غزة، قائلة "نتماهى مع الفلسطينيين لأننا عشنا هذه التجربة من قبل ونشعر بمعاناتهم".
تستعد كونولي لخلافة مايكل دي هيغينز في منصب رئيس أيرلندا ودخول القصر الجمهوري في حديقة فينيكس بالعاصمة دبلن.
نشأت كاثرين كونولي المولودة عام 1957 في ضاحية شانتالا، بمدينة غالواي في الساحل الغربي لأيرلندا، في أسرة كبيرة، وكان والدها نجارا وباني سفن، وقوارب شراعية في غالواي.
حصلت على دبلوم في اللغة الأيرلندية، ودرست في جامعة "ليدز" وجامعة " غالواي الوطنية"، وفي "الجمعية الموقرة لنزل الملك" التابعة لنقابة المحامين في أيرلندا وهي أقدم مدرسة قانون في أيرلندا، كما درست علم النفس في ألمانيا.
عملت كطبيبة نفسية إكلينيكية لدى مجلس الصحة الغربي في باليناسلو وغالواي وكونيمارا، وكمحامية أيضا.
كانت في الأصل عضوا في "حزب العمال" بمجلس مدينة غالواي حين انتخبت لأول مرة لعضوية مجلس المدينة عام 1999، ولاحقا أصبحت في عام 2004 عمدة غالواي، وما لبثت أن تركت الحزب في عام 2007 إثر خلاف حول اختيار المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
وبعد ترشحها المستقل في الانتخابات العامة في غالواي الغربية، انتخبت لعضوية مجلس النواب عن دائرة غالواي الغربية في الانتخابات العامة لعام 2016. وانتخبت نائبا لرئيس مجلس النواب في فوز مفاجئ لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وما أن أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية الحالية حتى بدأت تظهر بعض النقاشات حول مواقفها السابقة والحالية من القضايا الدولية والخارجية، وبشكل خاص زيارتها لسوريا .
ولا تزال زيارتها في عام 2018 إلى سوريا تثير الكثير من النقاش، حيث دافعت كونولي عن هذه الرحلة، بأنها مولتها بنفسها، وأنها لم "تنطق بكلمة دعم واحدة للأسد". وأضافت "لقد ارتكبت ديكتاتورية الأسد عددا لا يحصى من الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان ، وقد انتقدت جميعها".
وفي مقال لصحيفة "ذا جورنال" أشارت الصحفية شين ريموند إلى أن "المجموعة الأيرلندية رافقها في جولة حول حلب، فارس الشهابي، الذي فرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي لدعمه نظام الأسد".
بيد أن كونولي ردت بأن لقاء الشهابي كان "خطأ". وقالت إنها "لم تكن تُكن أي احترام لهذا الرجل بعد الاستماع إليه" خلال الرحلة.
وصفت آراء كونولي في السياسة الخارجية بأنها مؤيدة للحياد، و"معادية للغرب في كثير من الأحيان"، ومعادية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكان نهج كونولي تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا هو إدانة روسيا وحلف شمال الأطلسي أيضا.
انتقدت كونولي الاتحاد الأوروبي واصفة إياه بأنه "يتبنى أجندة نيوليبرالية صارخة"، وأعلنت أنها "تخجل من كونها أوروبية" لأنها تعتقد أن الاتحاد الأوروبي تحت قيادة أورسولا فون دير لاين أصبح "مؤيدا لإسرائيل "، و"أصبح مسلحا بشكل متزايد " حسب قولها.
وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني دعت إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقالت في مجلس النواب "أتحدى جميعنا أن نقف ونوقف الإبادة الجماعية التي تحدث باسمنا، لأننا متواطئون" ووصفت دولة الاحتلال بأنها "دولة إبادة جماعية ".
كما انتقدت كونولي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد تصريحاته التي استبعد فيها حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من أي حكومة فلسطينية مستقبلية، مؤكدة أن الحركة جزء من الشعب الفلسطيني، وأن القرار بشأن قيادته يجب أن يبقى بيد الفلسطينيين وحدهم.
وقالت في مقابلة إذاعية مع " بي بي سي " إنه "ليس من حق قادة أجانب أن يحددوا مصير الشعب الفلسطيني أو من يتولى حكمه".
لكن كونولي ردت بأن الأولوية ليست في استبعاد طرف سياسي فلسطيني، وإنما في وقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، داعية المجتمع الدولي إلى تسمية الأمور بأسمائها واتخاذ خطوات عملية لوقف الجرائم بحق المدنيين.
وقالت "سبق أن أدنت 7 أكتوبر/ تشرين الأول بوضوح، لكن التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر، ومن المهم أن ننظر إلى الوراء والتاريخ، وإلى الفظائع الكثيرة جدا التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية عبر جيشها".
كونولي تعرّف نفسها بأنها اشتراكية وجمهورية، ستكون الرئيسة العاشرة منذ عام 1938، وستحل مكان مايكل دي هيغينز الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2011 وأعيد انتخابه لولاية ثانية في عام 2018.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة