في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذّر تقرير جديد صادر عن معهد وادي عربة للدراسات البيئية في إسرائيل من أن قطاع غزة يواجه انهيارا بيئيا شاملا يهدد إمكانية تعافيه بعد ما يقرب من عامين من الحرب المدمرة، مشيرا إلى أن المياه ملوثة، والأراضي الزراعية مدمرة، وشبكة الكهرباء شبه منهارة.
ونقلت صحيفة إندبندنت عن التقرير، الذي نشره المعهد بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) بوساطة أميركية، أن نحو 69% من البنية التحتية في القطاع قد تضررت.
كما أُتلف أو دُمّر نحو 80% من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية 10 أضعاف مقارنة بما كان عليه الوضع قبل النزاع.
وأضاف التقرير أن الأنشطة العسكرية، خاصة تحرك الآليات الثقيلة، ألحقت أضرارا جسيمة بالتربة الخصبة، مما يقوّض قدرة غزة على إنتاج غذائها مستقبلا.
وأوضح التقرير أن القيود الإسرائيلية على المياه الساحلية جعلت الصيد شبه مستحيل، وأودت بحياة 120 صيادا فلسطينيا.
وأشار إلى 93% من الأُسر في قطاع غزة تعاني من انعدام الأمن المائي، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد اليومي من المياه 8.4 لترات، أي أقل من الحد الأدنى الطارئ الذي توصي به منظمة الصحة العالمية .
وتوقفت جميع محطات معالجة الصرف الصحي عن العمل، مما تسبب بتدفق مياه المجاري إلى الشوارع وتهديد المياه الجوفية بالتلوث وانتشار الأوبئة، بحسب الصحيفة البريطانية نقلا عن تقرير المعهد الإسرائيلي.
دعا التقرير إلى وضع إستراتيجية مرحلية لإعادة بناء غزة بقيادة المجتمع المحلي، تشمل إنشاء شبكات مستقلة للمياه والطاقة والزراعة، وترسيخ مفاهيم المرونة المناخية والحكم المشترك للموارد
ووفق التقرير، فإن توقف محطات المعالجة عن العمل أجبر السكان على تصريف المياه العادمة في برك مؤقتة تهدد بالفيض إلى الشوارع والمنازل، كما يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية الساحلية المشتركة، التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في القطاع.
كما انخفضت القدرة على توليد الكهرباء بأكثر من 80%، وباتت الانقطاعات تمتد حتى 22 ساعة يوميا، مع اعتماد شبه كامل على مولدات الديزل لتسيير أعمال الإغاثة.
ودعا التقرير إلى وضع إستراتيجية مرحلية لإعادة بناء غزة بقيادة المجتمع المحلي، تشمل إنشاء شبكات مستقلة للمياه والطاقة والزراعة، وترسيخ مفاهيم المرونة المناخية والحكم المشترك للموارد.
وأكد معدّو التقرير أن التعافي البيئي يجب أن يكون جزءا جوهريا من إعادة الإعمار، محذرين من أن تجاهله سيُبقي غزة في دائرة أزمات لا تنتهي.