في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تترقب وصول وفد أفغاني رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع محمد يعقوب مجاهد لبحث ملف وقف إطلاق النار والتوتر المتزايد مع باكستان .
ومن وجهة نظر الكاتب والباحث في الشؤون الأفغانية عبد الجبار بهير فإن ترؤس وزير الدفاع وفدا تفاوضيا أفغانيا يعتبر رسالة تؤكد جدية أفغانستان في التعامل مع الأزمة عسكريا.
وكذلك، فإن الرسالة تحمل في طياتها دراسة الاتهامات الباكستانية والوقوف على حقيقتها، وما إذا كانت محاولة لتشويه صورة أفغانستان وحكومتها.
وشدد بهير -خلال حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- على أن أفغانستان تعهدت في اتفاق فبراير/شباط 2020 مع الولايات المتحدة بألا تكون ملاذا للإرهاب، مشيرا إلى أن الحكومة الأفغانية ستطرح وجود عناصر من تنظيم الدولة في باكستان وطردها أو تسليمها لكابل.
وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين إسلام آباد وكابل بشأن دعم جماعات مسلحة، إذ تتهم باكستان أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة، في حين تنفي كابل تلك الاتهامات.
وفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأمنية أختر علي شاه إن دولة قطر لديها علاقات ممتازة مع البلدين، وقد تقود وساطتها إلى حل.
لكن الأمر يتوقف -وفق علي شاه- على قدرة الجانب الأفغاني على السيطرة على المنظمات التي وصفها بـ"الإرهابية" المتمركزة على الحدود، وعدم استخدام أراضي أفغانستان منطلقا لتهديد باكستان.
وأعرب عن قناعته بأن الضمانات الأمنية هي الأهم لحل الأزمة وإلا "فإن التجاذبات ستستمر"، مؤكدا أن الأمر يتوقف على "جدية الحكومة الأفغانية ووقف الأنشطة على الحدود"، إذ يمكن وقتها الحديث عن سلام وهدنة دائمة الأمد.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد أبدى استعداد بلاده للحوار مع أفغانستان لحل خلافاتهما إذا وافقت كابل على تلبية الشروط الباكستانية.
ووفق بهير، فإن أفغانستان مستعدة لتقديم ضمانات أمنية إن كانت الاتهامات الباكستانية ذات مصداقية، مؤكدا أن الوساطة القطرية قد تساعد في حلحلة الأزمة وتسويتها.
وفي ضوء هذا المشهد المتوتر، فإن تصاعد النزاع يجعل مختلف الأطراف خاسرة ويهدد استقرار المنطقة، كما يقول كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط مارفن وينباوم، مؤكدا أهمية ألا تخرج الأمور عن السيطرة.
وحسب وينباوم، فإن التوقعات لا تشير إلى إحلال سلام كامل، لكن من المهم خفض التصعيد والاستمرار بهدنة طويلة "بانتظار مخرجات المفاوضات وضغط الحلفاء والشركاء".
وشدد على أن البلدين لديهما ما يكفي من المشاكل والمعضلات، متوقعا نجاح المفاوضات في الدوحة، كما لم يستبعد أن تلعب الصين والولايات المتحدة دورا في إنهاء التوتر المتصاعد بين كابل وإسلام آباد.
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحدثت تقارير عن غارة جوية نفذتها مقاتلات باكستانية على كابل ومنطقة مارغا بولاية باكتيا الحدودية مع باكستان، وحمّلت السلطات الأفغانية إسلام آباد المسؤولية.
وتقول إسلام آباد إن مسلحي حركة " طالبان باكستان "، ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابل.
والأحد، أعلنت أفغانستان وقف عملياتها "الانتقامية" ضد باكستان بحلول منتصف ليلة السبت، استجابة لطلب من قطر والسعودية، لكن الاشتباكات تجددت الثلاثاء، قبل أن يعلن البلدان الأربعاء، الاتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة.