ذكرت قناتان تلفزيونيتان في كينيا أن 4 أشخاص قتلوا في العاصمة نيروبي اليوم الخميس بعدما أطلقت قوات الأمن النار والغاز المسيل للدموع لتفريق حشود تجمعت في ملعب مسجى به جثمان زعيم المعارضة الراحل رايلا أودينغا .
وامتلأ ملعب كرة القدم الذي يتسع لـ60 ألف شخص في العاصمة نيروبي بالمشيعين، بعد أن رافقوا الجثمان سيرا على الأقدام من المطار الرئيسي في البلاد، الواقع على بعد 29 كيلومترا.
وكان أودينغا، الذي توفي أمس الأربعاء عن عمر ناهز 80 عاما خلال تلقيه العلاج في الهند ، شخصية مهمة في الحياة السياسة الكينية منذ عشرات الأعوام، إذ كان أحد رموز المعارضة وسجينا سياسيا سابقا وترشح للرئاسة 5 مرات لم يفز في أي منها.
وأعلن الرئيس الكيني وليام روتو الحداد الوطني 7 أيام.
وفي خطاب موجه للشعب الكيني بعد ظهر أمس الأربعاء، نعى روتو الذي تفوق على أودينغا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2022 "واحدا من أكبر رجال الدولة في كينيا وأحد أكبر أبناء أفريقيا ".
وخرج أنصار أودينغا بالآلاف إلى الشوارع منذ الصباح الباكر واقتحم حشد ضخم بوابة ملعب رئيسي، وهذا دفع الجنود إلى إطلاق النار في الهواء.
وظهر في لقطات بثتها القناتان التلفزيونيتان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المشيعين بعدما أطلقت قوات الأمن النار في الهواء ليصبح الملعب خاليا بعد ذلك.
واجتاح عدد من المشيعين مطار نيروبي الدولي في وقت سابق من اليوم، وهذا عطل سير مراسم استقبال عسكرية لجثمان أودينغا بمشاركة الرئيس روتو ومسؤولين آخرين وتعليق عمليات المطار لمدة ساعتين.
وتسلق بعض أنصار أودينغا بوابات البرلمان، إذ كانت الحكومة حددت موعدا لإلقاء الجمهور النظرة الأخيرة عليه هناك.
وقال حزبه إنه تم تغيير مكان الجنازة إلى ملعب رياضي في نيروبي.
وُلد الزعيم الكيني المخضرم في السابع من يناير/كانون الثاني 1945، وسُجن مرات عدة لمعارضته نظام الحزب الواحد، وأُجبر على مغادرة البلاد والعيش في المنفى في عهد الرئيس الأسبق دانيال أراب موي الذي قاد البلاد 24 عاما بيد من حديد بين عامي 1978 و2002.
ويترك رحيل أودينغا، الشخصية البارزة في مجتمع لوو، ثاني أكبر مجموعة عرقيّة في البلاد، فراغا كبيرا في صفوف المعارضة الكينية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 2027.