في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- استيقظت العاصمة الأميركية على خبر عدم فوز الرئيس دونالد ترامب ب جائزة نوبل للسلام، التي منحتها اللجنة اليوم الجمعة لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو التي تدعمها واشنطن ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو .
وقبل السابعة صباحا بتوقيت واشنطن، غرد ستيفن تشوينغ كبير مساعدي ترامب على منصة إكس قائلا إن "الرئيس ترامب سيواصل إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح، لديه قلب إنساني، ولن يكون هناك أبدا أي شخص مثله يمكنه تحريك الجبال بقوة إرادته المطلقة، أثبتت لجنة نوبل أنها تضع السياسة قبل السلام".
ولم تذهب الجائزة إلى ترامب على الرغم من تعزيز طموحاته في الفوز بها بعد نجاح جهوده لدفع كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) إلى الموافقة على خطته لوقف إطلاق النار في غزة ، وكرر الدفع بأحقيته بالجائزة، لأنه "يحقق سلاما في منطقة الشرق الأوسط لم يتحقق منذ 3 آلاف عام من الصراع".
Voir cette publication sur Instagram
أراد ترامب أن يكون ثاني رئيس أميركي يفوز بالجائزة بعد باراك أوباما الذي فاز بها عام 2009، ولطالما ركز على أحقيته بالفوز بهذه الجائزة السنوية المهمة، واشتكى عدة مرات من عدم تمكنه من ذلك، رغم جهوده لتوقيع ما باتت تعرف ب اتفاقيات أبراهام في نهاية فترة حكمه الأولى.
وخلال اجتماعه أمس الخميس مع الرئيس الفنلندي ب البيت الأبيض ، قال ترامب "الآن حُلّت الحروب، واحدة عمرها 31 عاما، وأخرى 34 سنة، وصراع آخر عمره 35 عاما، وواحدة تذهب إلى 10 سنوات"، وأضاف "لقد أبرمت 7 صفقات وستكون هذه القادمة رقم 8". وأضاف أنه لا يعرف ما الذي ستفعله لجنة نوبل، "لكنني أعرف أنه لم يحل أحد في التاريخ 8 حروب في فترة 9 أشهر"، على حد قوله.
ودخل على خط دعم رغبة الرئيس الأميركي عدد من قادة ورؤساء الدول، وجماعات نشطة مثل عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتبنوا وجهة نظر تقول إن جهود ترامب للتفاوض على وقف إطلاق النار في القطاع، ومن قبلها أوكرانيا وأماكن أخرى، تستدعي النظر بجدية في استحقاقه الجائزة.
ونشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تغريدة على منصة إكس -أمس الخميس- لصورة معدّلة لنفسه وهو يعلق ميدالية جائزة نوبل للسلام على رقبة ترامب، وكتب "إنه يستحق ذلك".
والأسبوع الماضي، وضع ترامب خطة من 20 نقطة لوقف الحرب في غزة والتي من شأنها أن تشهد تعيينه رئيسا لما يسمى "مجلس السلام" لحكم القطاع. وارتفع الإحساس باقترابه من الفوز بعد أن وضع هذه الخطة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي قبلها الطرفان والدول العربية الإسلامية وبقية دول العالم.
كتب ألفريد نوبل في وصيته التاريخية المؤسسة لجوائزه أن "يُختار الشخص الفائز أو المجموعة التي قامت بأكبر قدر من العمل أو الأفضل من أجل الأخوة بين الأمم، وإلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة وعقد مؤتمرات السلام والترويج لها"، ويترشح للجائزة كل عام ما بين 200 إلى 300 شخص أو مؤسسة.
وعلى النقيض، ومنذ وصوله للحكم، يتبنى ترامب سياسات خشنة وعبّر بلا مواربة عن رغبته في استعادة قناة بنما وضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51، ولم يتردد في القول إن بلاده ستمتلك جزيرة غرينلاند بأي طرق ممكنة.
كما رفع الميزانية العسكرية الأميركية لأكثر من تريليون دولار سنويا، وغيّر اسم البنتاغون من "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، في إشارة لنهج يتعارض مع مفهوم السلام العالمي.
من جانبه، قال ولفغانغ بوستزتاي، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية، للجزيرة نت، "هذا العام بالتأكيد لن يفوز ترامب بالجائزة، يجب تقديم الترشيحات بحلول يناير/كانون الثاني، وهو تقريبا الوقت نفسه الذي بدأت فيه فترة حكمه الثانية يوم 20 من الشهر نفسه، ولم تكن قد بدأت تظهر بعد أي ملامح لسياسته الخارجية".
وأضاف "لا أعتقد أن اللجنة ستغير قواعدها الخاصة بالترشيحات. العام المقبل، إذا نجحت خطة غزة حقا، فسيكون (ترامب) مرشحا جادا للغاية".
يرى الفريق المؤيد لترامب أن جهوده التي أدت لتوقيع اتفاقيات أبراهام سنة 2020، وإشرافه على التوصل لاتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان في أغسطس/آب 2025، ومن قبل ذلك مفاوضاته المباشرة مع كوريا الشمالية، وعقد قمتين تاريخيتين مع زعيمها كيم جونغ أون في عامي 2018 و2019، تدعم حظوظه للفوز بجائزة نوبل.
بيد أن مشاركة واشنطن في الهجمات ضد إيران والتي أتت بعد انسحابه قبل سنوات من الاتفاق النووي عام 2018، والفشل في التوصل لاتفاق جديد، عوامل أضعفت حظوظه، كما أن ترامب ألغى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ، ويكرر التعبير عن ازدرائه للتعاون الدولي بصفة عامة.
وذكر جيف لي -المسؤول السابق في حملة ترامب الانتخابية- أنه "يمكن للمرء أن يجادل بأن قصف برنامج إيران النووي يمكن أن يكون إجراء لبناء السلام ويحمي حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها، لكن هذا لا يشير بالضرورة إلى كونها خطوة في صنع السلام".
وفي حديث للجزيرة نت، وقبل إعلان هوية الفائز بالجائزة، قال أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، أسامة خليل "لا أتوقع أن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام هذا العام. ومع ذلك، إذا كان قادرا على تأمين سلام دائم في غزة يؤدي إلى دولة فلسطينية ويتجنب حرب تغيير النظام في فنزويلا، فمن المحتمل أن يفوز بها قبل انتهاء فترة ولايته الثانية".
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي السفير ديفيد ماك، للجزيرة نت: "لا أتوقع أن يحصل ترامب على الجائزة هذه السنة. هناك كثير من الشكوك المتدلية من قادة إسرائيل وحماس، ولم تنجح خطته بعد. علينا الانتظار لرؤية كيف سيدعم تنفيذ خطته على أرض الواقع، وسط غياب كل التفاصيل والعراقيل، وغياب الثقة بين الحركة وتل أبيب، وهو ما قد يسهم في فوزه بالجائزة العام المقبل".