آخر الأخبار

أزمة "صخرة الروشة".. اختبار جديد للعلاقة مع حزب الله

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

"واقعة الروشة" استحوذت على النقاش في جلسة الحكومة

تبدو الحكومة اللبنانية أمام امتحان سياسي وأمني معقد، بعد أن تحولت أزمة "صخرة الروشة" إلى عنوان لصدام محتمل بين الدولة وحزب الله، عقب قرار مجلس الوزراء تعليق عمل جمعية "رسالات" التابعة للحزب والمسؤولة عن إضاءة الصخرة خلال ذكرى اغتيال أمين عام الحزب حسن نصرالله.

القرار جاء وسط أجواء توتر إقليمي وضربات إسرائيلية متكررة ضد مواقع الحزب في الجنوب و البقاع، وكشف حجم التعقيد الداخلي في إدارة التوازن بين مؤسسات الدولة و سلاح حزب الله، وفتح الباب أمام التساؤلات حول قدرة الحكومة والرئاسة والجيش على فرض حصرية القرار الأمني والسيادي في البلاد.

وزير الإعلام اللبناني بول مرقص أعلن عقب الجلسة الحكومية أن مجلس الوزراء قرر تعليق ترخيص عمل جمعية "رسالات" إلى حين انتهاء التحقيقات، مؤكداً أن الحكومة اطلعت على التقرير الشهري لقائد الجيش حول خطة " حصرية السلاح"، من دون الكشف عن مضمونه التزاماً بالسرية.

هذا الموقف الرسمي المزدوج يعكس توازنا دقيقا تحاول الحكومة الحفاظ عليه، بين إظهار استقلالها في مواجهة الحزب، وتجنب انفجار مواجهة سياسية أو أمنية مباشرة.

في خلفية المشهد، تتصاعد الضغوط الإسرائيلية، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال عنصر من وحدة الدفاع الجوي في حزب الله، حسن علي جميل عطوي، في غارة على النبطية، أودت بحياته وحياة زوجته، بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الهجوم استهدف مدنيين.

وفي وقت متزامن، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على مجمعات عسكرية تابعة لقوة "الرضوان" في البقاع الشرقي، مستهدفة مواقع تدريب مقاتلين تابعين للحزب.

اعتبر الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح، خلال حديثه إلى "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، أن ما يجري في المشهد الحكومي اللبناني يمثل "خيبة أمل جديدة"، مؤكدا أن الحكومة التي تصر على شعار "حصرية السلاح" لا تتخذ خطوات عملية لتحقيقه.

وأضاف رباح: "قائد الجيش يسير بخطى حذرة خلف رئيس الجمهورية الذي يتردد في طرح هذا الملف بشجاعة وجدية"، وانتقد "التقاعس الرسمي" في مواجهة واقع السلاح غير الشرعي، معتبراً أن الحكومة تميل إلى "تقديم الذرائع للحزب بدلاً من مواجهته".

وأوضح رباح أن أزمة " صخرة الروشة" ليست مجرد حدث ثقافي، بل كاشفة لعمق الأزمة بين حزب الله ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن الجمعية المنظمة للفعالية "لا تمت بصلة إلى الفنون أو الموسيقى، إذ أن الحزب نفسه لا يسمح بعرض الموسيقى في قنواته".

ورأى أن تعليق الجمعية خطوة ضرورية لـ"كسر حالة الاستفزاز السياسي"، مشيدا بتصرف رئيس الحكومة نواف سلام في تجاوز الجدل حول الصخرة، الذي استمر 6 أسابيع، وأدى إلى تشتيت الأنظار عن القضية الجوهرية: نزع سلاح حزب الله.

وأشار رباح إلى أن الحزب يعيش أزمة داخلية، تتعلق بغياب "رؤية سياسية وخطة لإعادة الإعمار"، وأنه "يفقد تدريجياً غطاءه الإقليمي والدولي"، بينما يظل الجيش اللبناني محاصراً بين السرية والتحديات، إذ يشير التقرير الشهري حول "حصرية السلاح" إلى عجز الجيش عن اتخاذ موقف واضح، وهو ما قد يستخدمه الجانب الإسرائيلي لتبرير ضرباته.

تظهر أزمة "صخرة الروشة" بوضوح أن الصراع بين الحكومة وحزب الله لم يعد يقتصر على القضايا الأمنية، بل امتد إلى رموز الدولة ومساحات السيادة الرمزية، لتصبح الصخرة مضاءة رمزاً للاختبار المستمر لمكانة الدولة اللبنانية بين سيادتها الحقيقية ونفوذ الحزب السياسي والعسكري.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا