في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذرت وزارة الري السودانية، الجمعة، من استمرار ارتفاع مناسيب نهر النيل في المنطقة الممتدة من الخرطوم إلى كجبار (نحو 620 كلم شمال العاصمة).
ودعت الوزارة، في بيان، المواطنين على ضفاف النيل في قطاع "الخرطوم - كجبار" إلى اتباع الإجراءات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم.
وأوضح البيان أن محطات الرصد والقياس في الخرطوم وشندي (شمال)، بالإضافة إلى مدينة جبل أولياء (40 كلم جنوبي الخرطوم) الواقعة على نهر النيل الأبيض، سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في مناسيب الفيضان، شمل كذلك ولايات "الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض".
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق عديدة بالسودان موجات فيضانات جراء ارتفاع مناسيب نهر النيل ورافديه "النيل الأبيض" القادم من بحيرة فيكتوريا، و"النيل الأزرق" القادم من الهضبة الإثيوبية.
في المقابل، لوحظ انخفاض منسوب النيل الأزرق من منطقة الروصيرص حتى العاصمة الخرطوم، وفق المصدر ذاته.
وتأتي هذه الفيضانات في ظل جدل متصاعد حول تأثير سد النهضة الإثيوبي على مستويات المياه، وسط خلافات قائمة بين السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، حول ملء وتشغيل السد الذي بدأ بناؤه عام 2011.
وتصر كل من الخرطوم والقاهرة على التوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل، بينما تعتبر إثيوبيا أن توقيع اتفاق غير ضروري، مؤكدةً أنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة أخرى، ما أدى إلى تجميد المفاوضات لثلاث سنوات قبل استئنافها في 2023، وتجميدها مرة أخرى في 2024.
ويشهد السودان عادة أمطاراً غزيرة خلال فصل الخريف الممتد من يونيو (حزيران) وحتى أكتوبر (تشرين الأول)، تتسبب سنوياً في فيضانات واسعة النطاق.
وأظهرت آخر الإحصاءات الحكومية تضرر نحو 24 ألفاً و992 أسرة، بما يعادل 125 ألفاً و56 شخصاً منذ بداية موسم الأمطار وحتى 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي وقت سابق الجمعة، اتهمت مصر إثيوبيا بالقيام بتصرفات "متهورة وغير مسؤولة" في إدارة فيضان نهر النيل، معتبرةً أن هذه الممارسات ألحقت أضراراً بالسودان وتشكل تهديداً مباشراً لأراض وأرواح مصرية.
واعتبرت أن تلك الممارسات "تكشف بما لا يدع مجالاً للشك زيف الادعاءات الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالغير، وتؤكد أنها لا تعدو كونها استغلالاً سياسياً للمياه على حساب الأرواح والأمن الإقليمي"، بحسب القاهرة.
وأوضحت أن الزيادة المفاجئة في كميات المياه نتج عنها إغراق مساحات من الأراضي الزراعية وغمر العديد من القرى السودانية.