أفادت التقارير أن ناثي مثيثوا، سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، سقط من غرفة كان قد حجزها قبل 10 أيام في الطابق 22 من فندق حياة ريجنسي باريس إيتوال مما أدى لوفاته في ظروف غير واضحة، وذلك بعد أيام فقط من بدء لجنة تحقيق في وكالات إنفاذ القانون في جنوب أفريقيا.
لا تزال السلطات الفرنسية تحقق في وفاة مثيثوا، البالغ من العمر 58 عامًا، بما في ذلك رسالة انتحار أرسلها عبر الهاتف إلى زوجته قبل ساعات من العثور عليه ميتًا.
ونظرًا لندرة حالات الانتحار بين السياسيين في جنوب أفريقيا، يتم التدقيق في وفاته في جوهانسبرغ لاحتمال وجود دوافع سياسية.
قبل وفاته بـ10 أيام فقط، استمعت لجنة التحقيق القضائية -برئاسة القاضي المتقاعد من المحكمة الدستورية مبوييسيلي مادلانغا- إلى شهادات تتعلق بمثيثوا.
زعم الشهود أنه خلال فترة توليه وزارة الشرطة من 2008 إلى 2014، دفع نحو إعادة تعيين رئيس استخبارات الجريمة المُدان في عام 2011.
قال مفوض شرطة كوازولو ناتال، نهلانهلا مخوانازي، إن مثيثوا تدخل عندما حاول محاسبة ريتشارد مدلولي على الفساد.
وأضاف "إذا تحدثنا عن التدخل السياسي، فهذا كان الأسوأ الذي واجهته على الإطلاق".
مدلولي متهم بإنفاق آلاف الراند من صندوق استخبارات الجريمة السري على الترفيه الشخصي ورحلات دولية غير مصرح بها.
لم تكن لجنة مادلانغا أول من دقّق في سلوك مثيثوا ولو كان على قيد الحياة، ربما لم تكن الأخيرة أيضًا.
موقع "ديلي مافريك" الإخباري تكهّن بأنه ربما كان سيُستدعى كشاهد في تحقيق جديد أمر به الرئيس سيريل رامافوزا بشأن مدير النيابة العامة في غاوتينغ، أندرو تشاوكي، الموقوف عن العمل.
تشاوكي متهم بعرقلة مسؤولي إنفاذ القانون الذين لاحقوا شركاء زوما بعد تعيينه مديرًا وطنيًا للنيابة العامة في عام 2011.
في لجنة زوندو -التي حققت في الفساد الواسع النطاق خلال رئاسة جاكوب زوما بين 2018 و2022- ورد اسم مثيثوا على لسان مُبلغ عن مخالفات في استخبارات الجريمة، زاعما أنه استفاد من أموال صندوق الشرطة السري ومن تدخلات سياسية في أجهزة الأمن.
كما وقعت تحت إشرافه، في عام 2012، حادثة إطلاق نار من قبل الشرطة على 34 عامل منجم مضربين، في أسوأ مجزرة ترتكبها الدولة بعد الفصل العنصري .
كان مثيثوا أيضًا شخصية محورية في تسهيل تجديدات مقر إقامة زوما الشخصي في نكاندلا، حيث أعلن الموقع نقطة أمنية وطنية في عام 2010، مبررًا التجديدات بأنها جزء من تحسينات أمنية مصرح بها، لاحقًا، وجد مكتب النائب العام أن مثيثوا ارتكب سوء تصرف وإدارة، لكنه لم يُحاسب.
وُلد مثيثوا في كوازولو ناتال، ودخل عالم السياسة عبر رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي.
أصبح نائبًا في البرلمان عام 2002، وانضم إلى القيادة الوطنية للحزب عام 2007، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه زوما رئيسًا للحزب.
شغل مثيثوا لفترة وجيزة منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب قبل أن يُعيّن وزيرًا للشرطة.
بعد توليه وزارة الشرطة، انتقل إلى وزارة الفنون والثقافة عام 2014، وظل فيها لمدة 9 سنوات حتى أقاله رامافوزا في عام 2023.
لاحقته الفضائح، أبرزها خطة بقيمة 22 مليون راند (1.3 مليون دولار) لإنشاء علم ضخم في منتزه الحرية وهي خطة أُلغيت بعد احتجاج شعبي واسع.
تم تعيينه سفيرًا في باريس العام الماضي -المدينة نفسها التي شهدت في عام 1988 اغتيال الناشطة في المؤتمر الوطني الأفريقي دولسي سبتمبر/أيلول في ظروف غامضة أثناء تأدية مهامها، ولم يُحاسب قتلتها حتى اليوم.
وكانت النيابة الفرنسية -أعلنت أول أمس الثلاثاء- العثور على سفير جنوب أفريقيا في باريس ميّتا في الشارع أمام فندق "حياة ريجنسي"، مشيرة إلى أن زوجته كانت قد أبلغت عن اختفائه بعدما وصلتها منه رسالة "مقلقة" عبر الهاتف مساء الاثنين.
وذكرت تقارير صحفية في وقت سابق أن السفير الجنوب أفريقي لقي مصرعه بعد "سقوطه من الطابق الـ22 في الفندق"، وهو مبنى شاهق يقع في منطقة بورت مايو غربي العاصمة الفرنسية.
من جانبها، أوضحت النيابة الفرنسية أنها عثرت على جثمان السفير أسفل البرج مباشرة، كما أكدت أن له غرفة محجوزة في الطابق الـ22 بالفندق، وأن النافذة المحكمة الإغلاق في هذه الغرفة قد "فُتحت عنوة".