آخر الأخبار

أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة

شارك

في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة والأزمة الإنسانية الخانقة التي سببها الاحتلال، يروي الفنان الفلسطيني أحمد مهنا قصة شعبه عبر معرض متنقل يضم 100 لوحة رسمها على صناديق المساعدات الغذائية، ليكشف الوجه الإنساني لمأساة يعيشها أكثر من مليوني شخص يواجهون خطر التجويع والموت في غزة.

ما يقرب من عامين من الحرب والدمار تسببا في معاناة لا يمكن تصورها في غزة، واليوم يواجه أكثر من نصف مليون شخص المجاعة ، و الإبادة الجماعية والقصف الإسرائيلي، ويحتاج جميع سكان غزة -الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة- إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 كيف تعمل طواقم الإسعاف والإنقاذ مع احتلال مدينة غزة؟
* list 2 of 2 "التعليم فوق الجميع".. 2025 الأسوأ فيما يتعلق بتعليم الأطفال بمناطق النزاعات end of list

خلف العناوين الرئيسية للأخبار، توجد حياة طابعها الفقدان والصمود والأمل، وهي قصص غالبا لا تُروى، ولتقريب هذه القصص من الجمهور الأوروبي، ينظم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي معرضا فنيا متنقلا يكشف عن الجانب الإنساني لهذه الأزمة من خلال عيون شخص يعيشها كل يوم، ويسلط المعرض الضوء على 100 لوحة ورسم للفنان أحمد مهنا، ويقدم منظورا شخصيا عميقا عن غزة.

أحمد مهنا رسام وُلد وترعرع في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وعاش فيها حياته كلها، ولا يزال يعيش هناك حتى يومنا هذا. إضافة إلى كونه فنانا، فهو متخصص أيضا في علاج الأطفال عن طريق الفن، ويساعدهم من خلاله على تجاوز صدماتهم.

مصدر الصورة لوحات أحمد مهنا تقدم منظورا شخصيا عميقا لصمود الناس في غزة (الأمم المتحدة)

لعدة أشهر، حالَ رعب الحرب بينه وبين الإبداع، إذ نفدت لوحاته كما اضطر إلى التركيز على رعاية أسرته، لكن رغبته في توثيق ما يعيشه هو وأبناء شعبه يوميا، دفعته إلى العودة إلى الرسم مرة أخرى مستخدما أي مادة يمكنه العثور عليها.

وهكذا أصبحت علب الكرتون الخاصة ب برنامج الأغذية العالمي لوحات يستخدمها مهنا، تلك الصناديق الكرتونية، التي كانت تُستخدم لنقل الغذاء، حوّلها إلى وسيلة للتعبير ورسالة في الوقت نفسه، جاعلا منها شواهد على الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.

إعلان

بدأ مهنا في استخدام بواقي القليل من القهوة والشاي ومواد أخرى للرسم والتلوين بعد نفاد ألوانه، وبفعل ذلك، أصبحت المواد نفسها تجسيدا للمواضيع التي يرسمها: الصمود، والمثابرة، والإرادة التي لا تنكسر لانتزاع الجمال من بين ثنايا الدمار.

هذا المعرض المتنقل يعد المرة الأولى التي تُعرض فيها أعماله الأصلية خارج غزة.

مصدر الصورة أحمد مهنا استخدم بقايا الشاي والقهوة والطعام لصناعة ألوان للوحاته (الأمم المتحدة)

وتعتبر المساعدات الغذائية هي الطريقة الوحيدة الحقيقية لمعظم الناس داخل غزة لتناول الطعام، ويمتلك برنامج الأغذية العالمي ما يكفي من الغذاء في المنطقة لإطعام السكان بالكامل لمدة 3 أشهر تقريبا، ولكن كمية الغذاء التي تم سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة حتى الآن ليست كافية على الإطلاق لوقف المجاعة.

ويقول البرنامج إن "الناس يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك المواد الغذائية الحيوية وغيرها من إمدادات الإغاثة، بطريقة منتظمة، يمكن التنبؤ بها، ومنظمة، وآمنة، أينما كانوا في قطاع غزة".

ومنذ مارس/آذار الماضي، أطبقت إسرائيل حصارها على الفلسطينيين في قطاع غزة وأغلقت المعابر، ولم تسمح إلا بإدخال كميات شحيحة جدا، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية، ضمن إبادة جماعية شملت مناحي الحياة كافة.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات بواسطة " مؤسسة غزة الإنسانية " التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم "مصايد الموت"، وهي مرفوضة أمميا.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و174 شهيدا و166 ألفا و71 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 440 فلسطينيا، بينهم 148 طفلا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا