آخر الأخبار

لا أعرف بأي طريقة سأموت.. صحفية إسرائيلية: رسالة من صديقي في غزة

شارك

كتب يسري الغول، وهو كاتب من قطاع غزة لا يزال يعيش في مدينة غزة ويحيط به الموت من كل جانب، إنه لن يغادر مدينته، حيث يعيش إلى جوار أنقاض منزله، حتى لو كلفه ذلك حياته وحياة عائلته، لأنه ليس لديه مكان يلجأ إليه، ولا سبيل إلى ذلك.

ونشرت صحيفة هآرتس ترجمة لرسالة كتبها إلى الصحفية إيلانا هامرمان التي كونت معه صداقة عبر البريد الإلكتروني، يقول "لا أعرف كم تبقى لي من أيام، الموت يحيط بي من كل جانب كما يحيط بهذه المدينة التي تنزف بلا هوادة".

وانطلق الكاتب في رسالته "لا أعرف بأي طريقة سأموت، بقنبلة تطلقها مسيّرة صغيرة تحلق في سماء مليئة بالدخان، أم بشظايا مدفع هاوتزر يطلق قذائفه عشوائيا، أم من سفينة حربية توجه نيرانها نحو منطقتنا القريبة من البحر، وربما يقتلني صاروخ غادر من طائرة استطلاع أو طائرة حربية من طراز إف-16 .

مصدر الصورة مسيّرة (كواد كابيتر) تلقي قنابل متفجرة على شمال مدينة غزة (قناة الأقصى على تليغرام)

الشيء الوحيد الذي أعرفه -كما يقول الغول- هو أنني لم أعد أفكر في كيفية موتي، بل أين سيستقر جسدي، هل سأسقط بين الأنقاض قرب منزلي هاربا من القذائف مع أطفالي، أم ستتناثر أشلائي على الطريق الترابي الممتلئ بالخيام، أم ربما سأدفن دون أن أودع زوجتي وباقي أفراد عائلتي.

أتخيل الأمر الآن في ذهني، "نركض نحو مخيم الشاطئ للاجئين. السماء تمطر نارا. الصواريخ تنفجر من حولنا. أسقط على الأرض وأرى ابني الصغير ينزف ويتأوه. أمد يدي إليه، أبكي وأحاول الزحف نحوه، لكنني أكتشف أنني تحولت إلى أشلاء متناثرة، وكلاب ضارية تقترب لتلتهم ما تبقى من لحمي".

"وهناك، بين لحظة الموت ولحظة الوعي تعود ذاكرتي وبصري اليوم حديد، أعود إلى أيام كنت أحلم فيها بمستقبل باهر لأطفالي. كنت أراهم أطباء يشفون قلوب الناس، ومهندسين يبنون حياة جديدة من بين الأنقاض، لكن المحتلين قرروا غير ذلك، ففي عيون الجنود الشباب لا يستحق أطفال فلسطين غدا، وأحلامهم ليست سوى تهديد يجب محوه".

سأموت ورفاقي الكتاب نائمين، وأنا أحلق فوق السحاب والطائرات والأقمار والنجوم والمجرات، وأصعد إلى الله، يرافقني مليون طفل بأجنحة فولاذية

"سأموت في صمت والعالم يراقب جسدي الذي لا قيمة له، مكتفيا بالجلوس أمام شاشات التلفزيون ومتابعة المشاهد كما لو كانت فيلم رعب طويلا. أحيانا يصفق بدموع باردة وأحيانا يتثاءب، لكنه لا يصرخ.

إعلان

وذكر الكاتب أن قصته وعائلته، تشبه قصص عشرات الآلاف الذين قتلهم جنود شبان لا يحبون الفراشات، وكأنهم كائنات زائدة في قصة عبثية بطلها الوحيد الدم، وأضاف "سأموت ورفاقي الكتاب نائمين، وأنا أحلق فوق السحاب والطائرات والأقمار والنجوم والمجرات، وأصعد إلى الله، يرافقني مليون طفل بأجنحة فولاذية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا