الدوحة- وصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اغتيال مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة بالجريمة الوحشية والإرهابية مكتملة الأركان، التي تهدف إلى طمس الحقيقة وتغييب الشهود على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، مؤكدا أن ما جرى يستوجب "تحركا عاجلا" من العالمين العربي والإسلامي لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي إن "استهداف الصحفيين المدنيين، الذين لا ذنب لهم سوى نقل حقيقة ما يجري في غزة، يمثل تصعيدا خطيرا في السياسة الإجرامية للكيان الصهيوني"، مشيرا إلى أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الجريمة منع وصول الحقيقة للعالم، وتهيئة الأجواء لارتكاب "مجزرة أكثر وحشية مما شهدناه حتى الآن".
واستشهد الزميلان أنس الشريف و محمد قريقع وزملاؤهما في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة في وقت متأخر من مساء أمس الأول الأحد.
وأضاف الصلابي أن هذه الجريمة وقعت في ظل غياب تام لأي رادع دولي أو مساءلة حقيقية لقادة الاحتلال، وبغطاء ودعم غربي وأميركي مستمر، وهو ما يشجع الاحتلال على مواصلة حربه الدموية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وحذّر من أن آلة الاحتلال "آلة إجرامية لا تحترم أي قيمة إنسانية"، مؤكدا أن اغتيال الصحفيين هو جزء من مخطط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة ومنع أي شهود على جرائم الحرب، متسائلا: "إذا ما تم استهداف من ينقلون الحقيقة، فكيف يمكن الوثوق بأن الجرائم لن تتصاعد وتزداد وحشية؟".
وشدد على أن ما يجري في غزة هو حرب إبادة فاقت كل الحدود، ولم يعد مقبولا على أي مستوى استمرار هذه الجرائم، مؤكدا أن مسؤولية العالم اليوم كبيرة للغاية في لجم هذا السلوك ووضع حد له.
وجدد الدعوة إلى تحرك عاجل من العالمين العربي والإسلامي لإنهاء هذه المأساة، مبينا أن " فلسطين تمثل الجدار الأكثر صلابة في مواجهة المخططات الصهيونية، وإذا ما سقطت، فإن بقية أقطار العالم العربي ستسقط الواحدة تلو الأخرى".
وأوضح أن هذه الجريمة ليست منفصلة عن سياسة الاحتلال الشاملة في قطاع غزة، والتي تعد حرب إبادة فاقت كل الحدود، محذرا من خطورة استمرار هذه السياسات على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
واختتم بالتأكيد على أن المعركة في غزة بين الحق والباطل مستمرة، وأن الصحفيين الذين استشهدوا قد أدوا "رسالة عظيمة في كشف الإجرام والظلم"، مؤكدا أن النصر في النهاية سيكون حليف الحق والعدل.