أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) الإثنين، إعادة فتح ممر بصرى الشام الإنساني في ريف درعا، بعد تأمين المنطقة من "عصابات الهجري المتمردة" التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء أمس.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أغلقت الممر بشكل مؤقت يوم أمس، "حفاظاً" على سلامة المدنيين.
وجاء ذلك عقب هجمات شنتها "عصابات الهجري" على قوات الأمن الداخلي في عدة محاور، بالإضافة إلى قصف بعض القرى في الريف الغربي لمحافظة السويداء، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن، بحسب ما نقلته الوكالة.
وأشارت الوكالة إلى أن قوات الأمن السورية استعادات السيطرة على النقاط "التي تقدمت إليها هذه العصابات، وقامت بتأمين المنطقة ووقف الاشتباكات حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار".
وتدخل المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى محافظة السويداء من جهة بصرى الشام في ريف درعا وذلك في إطار جهود الحكومة السورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية لأهالي المحافظة بحسب ما نقلته (سانا).
وكان أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا الأحد إثر تجدد العنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، رغم وقف إطلاق النار في أواخر يوليو/تموز في أعقاب أعمال عنف طائفية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت السويداء قبل وقف إطلاق النار اشتباكات بين مسلحين دروز وعشائر بدوية سنية، توسعت مع تدخُّل القوات الحكومية وقدوم مقاتلين عشائريين من أنحاء سوريا لإسناد مقاتلي البدو.
وأنهى اتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يوليو/تموز أسبوعاً من المعارك التي خلّفت أكثر من 1.400 قتيل، معظمهم من الدروز، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، لكن الوضع لا يزال متوتراً والوصول إلى المحافظة لا يزال صعباً.
ونصَّ الاتفاق على "دخول قوات الأمن الداخلي لحماية المواطنين وإعادة بسط الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة التي عانت من جرائم المجموعات الخارجة عن القانون، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية والخدمية للسكان".
تأتي هذه الهجمات بعد يوم على عقد لجنة التحقيق في أحداث السويداء اجتماعها الأول برئاسة وزير العدل، مظهر الويس، وفق القناة السورية.
على صعيد متصل، شهدت منطقة ريف منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا، قصفاً مدفعياً، مساء السبت، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الجيش السوري وثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة، وفق ما ذكرت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء.
وتبادل الجيش العربي السوري من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، الاتهامات بالوقوف وراء هذا القصف.
وقال الجيش السوري إن قواته تمكنت من صدّ عملية تسلُّل قامت بها عناصر من قسد إلى إحدى نقاط انتشاره في ريف منبج.
وأضاف الجيش أن قواته تقوم بتنفيذ ضربات "دقيقة" استهدفت مصادر النيران، وأنها تمكنت من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني.
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إن أعمال عنف "مقلقة" اندلعت يوم أمس في كل من السويداء ومنبج، مؤكداً أن الحل الدبلوماسي يظل السبيل الأمثل لوقف التصعيد والتوصل إلى تسوية سلمية ودائمة.
وأضاف باراك في منشور له على منصة (إكس) أن الولايات المتحدة تفخر بدورها في المساعدة على التوسط لإيجاد حل للأزمة في السويداء.
ودعا في منشوره جميع الأطراف إلى "الحفاظ على الهدوء وحل الخلافات بالحوار، لا سفك الدماء". مؤكداً أن "سوريا تستحق الاستقرار، وأن السوريين يستحقون السلام".
وقال وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، في منشور على منصة "إكس"، إنه التقى نظيره التركي، وزير الداخلية علي يرلي كايا، في العاصمة أنقرة، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين سوريا وتركيا، إضافة إلى مناقشة آليات دعم وتطوير المؤسسات الأمنية السورية من خلال الاستفادة من خبرات الجانب التركي.
من جانبه، ذكر وزير الداخلية التركي في منشور على منصة "إكس" أنه تم بحث فرص التعاون بين الوزارتين، لا سيما في المجال الأمني، إلى جانب مناقشة سبل تقديم الدعم اللازم لوزارة الداخلية السورية والأجهزة الأمنية التابعة لها، وذلك بحسب ما نقلته وكالة سانا.