آخر الأخبار

إسرائيل تضرب سوريا.. الدروز ذريعة أم هدف؟

شارك
إسرائيل تشعل جبهة السويداء.. سيناريوهات تنتظر سوريا

في لحظة إقليمية مشحونة بالتحولات والتفاهمات الهشة، تتصدر محافظة السويداء السورية واجهة الأحداث من جديد. بعد اشتباكات داخلية دامية بين فصائل محلية، جاء التدخل الإسرائيلي العسكري ليقلب الطاولة ويثير عاصفة من الأسئلة حول دوافع تل أبيب ونواياها الحقيقية.

فهل دخلت إسرائيل على خط الأزمة لحماية أبناء الطائفة الدرزية، أم أن الهدف أبعد من ذلك؟ هل تسعى فعليا لفرض معادلة جديدة في الجنوب السوري، مستفيدة من الانقسامات الطائفية ومن حالة السيولة السياسية في دمشق؟

السويداء تحت النيران.. من الداخل إلى الخارج

أعلنت إسرائيل قصفها لآليات عسكرية سورية وطرق مؤدية إلى السويداء، زاعمة حماية السكان الدروز من تهديدات أمنية مصدرها دمشق. جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أنه أعطى أوامر بضرب القوات السورية فورا.

لكن هذه ليست مجرد عملية عسكرية معزولة. فتل أبيب، بحسب محللين، أرادت من هذه الضربة أن توصل رسائل أمنية وسياسية إلى دمشق، مفادها أن الجنوب السوري لن يكون بمنأى عن الحسابات الإسرائيلية، وأن ورقة الدروز لم تعد شأنا داخليا سوريا.

تصعيد مدروس أم مقامرة؟

في مقابلة مع "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، قدّم الصحفي والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، خالد خليل، قراءة تفصيلية للمشهد.

يرى خليل أن ما حدث في السويداء هو تتويج لتراكمات داخلية وإقليمية، لكنه لا ينفصل عن سياق دولي أوسع تقوده إسرائيل عبر استثمار ملف الأقليات في الصراع السوري.

ويقول: "بلغت الاعتداءات الإسرائيلية مستوى غير مسبوق. وفي الوقت الذي أبدت فيه دمشق مرونة سياسية واضحة إزاء مبادرات التهدئة، اختارت تل أبيب التصعيد العسكري".

خليل لفت إلى نقطة محورية حين أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية كانت قد تراجعت لفترة مؤقتة عقب زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى تل أبيب قادما من دمشق، حين قال: "المشاكل بين سوريا وإسرائيل قابلة للحل". لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ذلك.

هل الدروز هدف للحماية أم ورقة ضغط؟

في خطابه الرسمي، تحدث نتنياهو عن حماية الدروز، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن الطائفة الدرزية تُستخدم كورقة ضغط سياسي في مواجهة دمشق.

خليل لا يساوره الشك في هذا، إذ يؤكد أن تل أبيب لطالما استثمرت في ثغرات الأقليات السورية، محاولًة تحويلها إلى أدوات تفاوض.

ويضيف: "إسرائيل لا تحمي الدروز، بل توظفهم كورقة تفاوضية. والدروز في الجولان رفضوا التجنيس، وواجهوا المشروع الإسرائيلي بوعي وطني".

ويحذر خليل من استدعاء الخارج، معتبرا أن هذا "خيانة" للمشروع الوطني السوري، ومؤكدا أن الصراع في السويداء ليس طائفيا، بل سياسي يرتبط بالزعامات الدينية المنقسمة بين الحناوي والهجري والبلعوس.

الأذرع الإسرائيلية الخفية في الجنوب السوري

واحدة من أخطر الزوايا التي يشير إليها خليل هي "اللعب الإسرائيلي في التوازنات الديمغرافية"، من خلال دعم بعض الفصائل أو استثمار حالة الفراغ القيادي لدى الطائفة.

ويقول: "الصراع اليوم ليس على الأرض فقط، بل على الرمزية والقيادة. وتل أبيب تعرف أن غياب القيادة الموحدة لدى الدروز يفتح الباب أمام تدخلاتها".

ولا يستبعد خليل أن تكون بعض الفصائل المحلية قد فتحت قنوات اتصال مع تل أبيب، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء إقليميين، بهدف الحصول على دعم عسكري أو سياسي في مواجهة دمشق.

مأزق نتنياهو والبحث عن نصر خارجي

لا يمكن تجاهل في خلفية المشهد، الأزمة السياسية العميقة التي يعيشها بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل. من محاكمات الفساد المتواصلة، إلى الاحتجاجات الواسعة على خطته لتعديل النظام القضائي، يعاني رئيس الوزراء من فقدان متزايد للشرعية السياسية.

ويقول خليل: "نتنياهو يبحث عن إنجاز خارجي يخفف عنه الضغوط الداخلية. لذلك نراه يفتعل الأزمات في غزة، والآن في السويداء، بحثا عن أوراق تفاوض جديدة".

السويداء في قلب المعادلة الإقليمية الجديدة

لا تقف أبعاد التصعيد عند حدود سوريا، بل تمتد إلى الإقليم ككل. فالتفاهمات الجديدة التي ترسمها قوى إقليمية بدعم أميركي، والتي تهدف إلى إنهاء الميليشيات وتصفية المحاور، تُقابلها إسرائيل بمحاولة إعادة خلط الأوراق.

ويشير خليل إلى أن إحدى مخرجات هذه التسويات تدعو إلى إخراج اليمين المتطرف من الحكم في إسرائيل، وهو ما يدفع نتنياهو إلى تفجير ملفات عدة.

ويحذر من أن تل أبيب تحاول فرض نفسها كطرف في أي تسوية قادمة، من خلال تفجير الملفات الشائكة، وعلى رأسها ملف الأقليات، وخصوصا الدروز.

رسالة إلى الداخل السوري.. التماسك أولا

في ختام مداخلته، وجّه خالد خليل نداء صريحا إلى أبناء السويداء، داعيا إلى التماسك الداخلي ونبذ الاصطفافات الطائفية.

"دعونا نحل مشاكلنا داخليا، لا نحتاج إلى تل أبيب ولا غيرها. الدم السوري يجب أن يبقى خطا أحمر"، قال خليل، مشددا على أن استدعاء الخارج لا يخدم إلا مشاريع التقسيم والفوضى.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا دمشق

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا