أصدر الجيش الإسرائيلي الثلاثاء تحذيراً عاجلاً للسكان المتواجدين في مدينة غزة وبلدة جباليا، داعياً إياهم إلى إخلاء هذه المناطق فوراً والتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي حفاظاً على سلامتهم، بحسب تعبيره.
وأوضح الجيش أن قواته تعمل بقوة متزايدة في المنطقة لتدمير أهدافٍ وصفها "بالمنظمات الإرهابية"، مشيراً إلى أن القتال يمتد غرباً نحو وسط المدينة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليل أمس الاثنين عن سقوط ثلاثة جنود إثر انفجار داخل دبابة ميركافا خلال عملية عسكرية في منطقة جباليا شمال قطاع غزة.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن سبب الانفجار لم يكن صاروخاً مضاداً للدبابات من نوع (آر بي جي) كما كان يُعتقد في البداية، بل خللاً فنياً أدى إلى انفجار قذيفة داخل برج الدبابة.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى 893 جندياً، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي سياق التطورات الميدانية في غزة، واصلت الطائرات الحربيّة الإسرائيلية قصفها على القطاع، مستهدفة منازل المدنيين ومناطق لجوء النازحين، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم أطفال.
كما قصفت برج العودة (2) الواقع قرب مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، بعد تهديد مسبق، ما أدى إلى حالة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية والنازحين في المنطقة المحيطة.
وأكدت مصادر في مستشفى الشفاء، غرب غزة، مقتل النائب في المجلس التشريعي ووزير العدل في حكومة حماس محمد فرج الغول في غارة اسرائيلية على مدينة غزة، فجر اليوم الثلاثاء.
هذا وأعلن محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء عن توقف مستشفى الخدمة العامة في مدينة غزة عن العمل بالكامل بسبب نفاد الوقود.
وأضاف أبو سلمية أن العمل في المجمع وغيره من المستشفيات في غزة يوشك على التوقف خلال ساعات، ما يعرّض مئات الجرحى والمرضى في أقسام العناية المركزة وحضانات الأطفال وغرف العمليات وغسيل الكلى لخطر حقيقي.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الحرب عن مقتل 58,386 فلسطينياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 139,077 آخرين، في حصيلة لا تزال غير نهائية، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
دخلت المفاوضات الهادفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، في حين يسعى الوسطاء إلى تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس الاثنين، إن الوسطاء يبحثون "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض، فيما اتهمت حركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال جهود الوسطاء في ظل عدم رغبته بالتوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
وقالت حركة حماس في بيانٍ أصدرته الاثنين إن "نتنياهو يتفنّن في إفشال أصوات التفاوض، الواحدة تلو الأخرى، ولا يريد التوصّل إلى أي اتفاق".
وتوعّدت الحركة الجيش الإسرائيلي بمزيد من "التكتيكات الميدانية المبتكرة" كلما طال أمد الحرب، ووصفت "النصر المطلق" الذي يتحدث عنه نتنياهو بـ"الوهم الكبير".
وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع المنصرم، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوماً يتخللها الإفراج عن رهائن.
سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء مجموعة من الإجراءات المحتمل اتخاذها ضد إسرائيل لمعاقبتها على انتهاكات لحقوق الإنسان في قطاع غزة، لكن من المرجح ألا يتم تبني أياً منها.
واقترحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس 10 تدابير محتملة بعدما تبيّن أن إسرائيل انتهكت اتفاق التعاون بين الجانبين على أسس تتعلق بحقوق الإنسان.
ومن بين تلك التدابير تعليق الاتفاق بشكل كامل والحد من العلاقات التجارية وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين وفرض حظر على الأسلحة ووقف السفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.
لكن رغم الغضب المتزايد إزاء الدمار في غزة، ما زالت دول الاتحاد الأوروبي منقسمة حول طريقة التعامل مع إسرائيل، فيما يقول دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يتخذ الوزراء قراراً، أو حتى يناقشوا تفاصيل هذه التدابير.
وقالت كالاس الاثنين "طلب مني تقديم قائمة بالخيارات التي يمكن اتخاذها، ويتعين على الدول الأعضاء مناقشة ما يجب أن نفعله بهذه الخيارات".
وستتوقف المناقشات إلى حد كبير على طريقة تنفيذ إسرائيل لوعدها للاتحاد الأوروبي بتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأعلنت كالاس الخميس أنها توصلت إلى اتفاق مع نظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر لفتح المزيد من المعابر والسماح بإدخال المزيد من المواد الغذائية.
ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة ظروفاً إنسانية صعبة مع فرض إسرائيل قيوداً شديدة على المساعدات خلال حربها مع حركة حماس.
وقال كالاس الاثنين "نرى بعض الإشارات الجيدة بدخول المزيد من الشاحنات، لكننا بالطبع نعلم أن هذا ليس كافياً وأننا في حاجة إلى بذل جهود إضافية حتى يتم تنفيذ ما اتفقنا عليه على أرض الواقع أيضاً".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد أعرب في اجتماع للاتحاد الأوروبي ودول الجوار في بروكسل الاثنين عن ثقته بأن الاتحاد الأوروبي لن يفرض عقوبات على بلاده، قائلاً إنه "لا مبرر لذلك".
ورغم الانقسامات داخل الاتحاد، وافق التكتل مؤخراً على مراجعة اتفاق التعاون مع إسرائيل، بعد استئناف الحرب إثر انهيار الهدنة في مارس/آذار الماضي.