في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أقر المكتب الإعلامي لمؤسسة غزة الإنسانية، بإمكانية تسرب بعض المساعدات الغذائية إلى السوق السوداء بشكل منفرد، في الوقت نفسه يرى الصندوق أن أولويته ليست مكافحة السوق السوداء، بل زيادة حجم المساعدات المقدمة للسكان المحليين.
كما أكد الصندوق لصحيفة "فايننشيال تايمز" أن مؤسسة التمويل الدولية لم تمنح أي تصريح بالبيع التجاري للسلع.
وذكرت منظمات إنسانية وممثلين عن قطاع الأعمال في غزة، أن الخطة الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تروج لها إسرائيل والولايات المتحدة على أنها الخطة الوحيدة الممكنة، فشلت في منع دخول البضائع إلى السوق السوداء، خلافاً للخطط والتصريحات الأولية.
كما أن نقاط المساعدات القليلة، المتمركزة جنوب القطاع والتي تعمل لفترة محدودة، غير قادرة على التعامل بشكل كامل مع توزيع المساعدات على أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة، بحسب الصحيفة.
ونظراً لوقوع هذه النقاط في الجنوب، يُجبر العديد من الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة من أماكن إقامتهم لتلقي المساعدات، وأحياناً لا يجدون الوقت الكافي لاستلامها.
كما يعجز الكثيرون عن إحضار الطعام إلى منازلهم بسبب طول الرحلة، مضيفة أن التجار المحليين بدأوا، نتيجة لذلك، بشراء الطعام من الذين تلقوا المساعدات ويئسوا من إحضاره إلى منازلهم، وإعادة بيعه بأسعار أعلى بعشرات المرات في السوق السوداء المحلية.
من الجدير بالذكر أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بموجب الخطة الجديدة بدأ في نهاية شهر مايو، بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، وتضمن الخطة توزيع السلع على سكان غزة فقط من خلال أربع نقاط توزيع تابعة لصندوق غزة الإنساني تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وكان أحد الأهداف الرئيسية للخطة الجديدة منع وقوع المساعدات الإنسانية في أيدي حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل متورطة في إعادة بيع هذه السلع وتمويل مشترياتها من الأسلحة.
وتعد "مؤسسة غزة الإنسانية" منظمة أميركية مسجلة في ولاية ديلاوير، أُنشئت في فبراير لتوزيع المساعدات الإنسانية خلال الأزمة المستمرة في غزة.
ومنذ بدء عمل مواقع المؤسسة في مايو الماضي، تطلق القوات الإسرائيلية النار بشكل شبه يومي باتجاه الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، والتي تمر عبر مناطق عسكرية إسرائيلية، وقتلت مئات الفلسطينيين.
وطالبت أكثر من 170 منظمة إغاثة دولية بإغلاق "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من واشنطن فورا، لأنها تعرّض المدنيين لخطر الموت والإصابة.
ويوم 1 يوليو، صدر في جنيف بيان وقّعت عليه 171 جمعية خيرية ودعت فيه إلى الضغط على إسرائيل لوقف خطة مؤسسة غزة الإنسانية وإعادة نظام توزيع المساعدات الذي تنسقه الأمم المتحدة.
ووفق وزارة الصحة في غزة قتل 600 فلسطيني وأصيب أكثر من 4186 مصابا، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية.
ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في غزة من أزمة إنسانية كارثية. فمنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل حرباً مستمرة منذ 21 شهراً، شنت إسرائيل قصفاً مكثفاً وفرضت حصاراً خانقاً على القطاع، مما دفع العديد من السكان إلى حافة المجاعة، بحسب خبراء في الأمن الغذائي.
ولمدة شهرين ونصف قبل افتتاح مؤسسة غزة الإنسانية في مايو، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى غزة، مبررة ذلك بأن حركة حماس كانت تسرق المساعدات التي تُنقل ضمن نظام قائم بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وتريد إسرائيل الآن أن تحل مؤسسة غزة الإنسانية محل هذا النظام الأممي.