آخر الأخبار

غزة بلا امتحان الثانوية العامة للسنة الثانية على التوالي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- في مقهى غرب مدينة غزة حيث يتكدس مئات الآلاف من النازحين يعمل عدي الحساينة (18 عاما) بعدما تخلى عن المذاكرة، وأحس باليأس من إمكانية تقديم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الثاني على التوالي.

الحساينة المولود عام 2006 كان من المفترض أن يخوض غمار امتحانات الثانوية العامة في يونيو/حزيران 2024، لكن العدوان الإسرائيلي المستمر حال دون ذلك.

ومع تراكم الإحباط قرر الشاب الحساينة مطلع العام الجاري التوقف عن الدراسة والعمل في مقهى يعود إلى عائلته، ويقول للجزيرة نت "أشعر بخيبة أمل شديدة، فقد بدأت التحضير لامتحانات الثانوية منذ أكثر من عامين، وكنت أطمح لنيل درجة عالية، لكن كل شيء انتهى".

مصدر الصورة عدي الحساينة وآلاف الطلبة بغزة حرموا من تقديم امتحان "التوجيهي" للعام الثاني على التوالي (الجزيرة)

تشبث بالحلم

وضاعف ألم الحساينة علمه بأن أقرانه في الضفة الغربية (الشق الآخر من الوطن) يستعدون لتقديم الامتحانات غدا السبت، في حين يُحرم هو وطلبة غزة للعام الثاني على التوالي من خوضها.

ويضيف "لو حُدد موعد قريب للامتحانات فسأعود فورا للدراسة بكل شغف وقوة ونشاط، لكن الآن لا أرى أمامي سوى المجهول".

أما الطالبة حلا أبو شنب ورغم انقطاع المدارس وتشريد عائلتها لأكثر من عام جنوبي القطاع وخطر الموت اليومي فإنها لم تتوقف عن الدراسة ولو ليوم واحد، وتواصل المذاكرة يوميا وكأنها ستتقدم للاختبارات في موعدها المحدد.

وتقول حلا للجزيرة نت "ينتابني الخوف من عدم تقديم الامتحانات ومن ضياع مستقبلي، وظلم كبير أن تؤجل اختباراتنا مرة أخرى، نعيش معاناة لا توصف".

وحاولت حلا متابعة دراستها خلال النزوح في مدينة دير البلح ، وسط تحديات قاسية، وتقول "عانينا كثيرا في التنقل، والمواصلات كانت صعبة وخطيرة بسبب القصف، وبعد عودتنا إلى غزة بعد وقف إطلاق النار المؤقت بدأت معاناة أخرى تمثلت بالعبء المالي لأسرتي، لاعتمادنا على الدروس الخصوصية والتعليم الإلكتروني".

إعلان

لكنها رغم كل الظروف مصممة على النجاح، وعلى تحقيق حلم دخول كلية الطب، وتضيف بثقة "سأظل أدرس وأثابر، وأتمنى أن أحقق حلمي في دراسة الطب، أنا مصممة، وإن شاء الله سيتحقق الحلم".

ألم وأمل

وتتابع مريم حمادة (17 عاما) عبر هاتفها المحمول ما ينشره أقرانها في الضفة الغربية من صور أرقام الجلوس وجداول الامتحانات ومشاهد التحضيرات المكثفة والتوجيهات التربوية، لكنها لا تنظر بحماس إلى تلك المنشورات، بل بكثير من الإحباط والأسى كونها واحدة من آلاف الطلبة في غزة الذين ما زال مصيرهم معلقا.

وتقول للجزيرة نت "طالما حلمت كيف سأقدم امتحاناتي، وأعيش رهبة تلك اللحظة، ورغم صعوبة التجربة كنت أحب المرور بها، لكننا اليوم نذاكر فقط لنُلهي أنفسنا عن الخوف والرعب والمعاناة اليومية".

ورغم كل ذلك فإن الأمل لا يزال يحدو مريم بأن تولي وزارة التعليم اهتماما خاصا بطلاب غزة، وأن تجد حلولا واقعية تحفظ مستقبل جيل كامل من الضياع.

مصدر الصورة طلاب الثانوية العامة في غزة يشعرون بالإحباط جراء عدم عقد الامتحانات ومع ذلك يواصلون الدراسة (الجزيرة)

وفي الأثناء، تواصل الشقيقتان هيا وشذا أبو زعيتر مسيرتهما الدراسية رغم الخوف والإحباط الذي يخيم على مستقبلهما.

وتدرس كلتاهما للثانوية العامة، الأولى من مواليد 2007، في حين تكبرها الثانية بعام وتنتظر منذ سنتين تقديم الامتحانات، مما يضاعف قلق الأسرة التي ترى ابنتيها تعيشان قلقا مستمرا دون أفق واضح.

وتقول هيا للجزيرة نت "وسط الحرب وبين الركام كنا ندرس في ظروف صعبة جدا على أمل حدوث هدنة تتيح لنا التقدم لامتحانات التوجيهي كباقي الطلبة، لكن ذلك لم يحدث".

وتعمق شعورها بالحزن -تضيف هيا- بعد معرفتها أن طلبة الضفة الغربية تسلّموا أرقام الجلوس وجداول الامتحانات، قائلة "لا أعرف إن كنت سأحقق حلمي أو لا"، وناشدت "أطالب وزارة التعليم والعالم كله بإيجاد حل لطلاب غزة".

بسبب الاحتلال

ويؤكد الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور أن حرمان طلبة غزة من تقديم امتحانات التوجيهي للعام الثاني على التوالي هو نتيجة مباشرة للعدوان المستمر.

ويقول الخضور للجزيرة نت إن الطلبة من مواليد 2006 و2007 كان يفترض أن يمتحنوا في 2024 و2025، لكن الحرب منعت ذلك.

ويتابع "كان من المفترض أن يكون لدينا نحو 78 ألف طالب خلال العامين، لكن استُشهد منهم قرابة 4 آلاف وغادر 4 آلاف آخرين القطاع، ليبقى نحو 70 ألف طالب".

ويضيف "الوزارة كانت قد أعدت خطة متكاملة لعقد الامتحانات شملت برمجيات وتجهيز مراكز للامتحان، وكان الموعد المقرر في أبريل/نيسان الماضي (لطلبة 2006)، لكن تجدد العدوان آنذاك أوقف كل الترتيبات".

ويشدد الخضور على أن الوزارة "ملتزمة تماما" بعقد الامتحانات لطلبة غزة "فور توفر الظروف المناسبة"، موضحا أن عنصر الأمان هو الركيزة الأساسية، وتابع "تجميع الطلبة في مراكز امتحانية حاليا يعتبر مجازفة كبيرة، في ظل استهداف الاحتلال المتكرر لمراكز الإيواء".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا