آخر الأخبار

كيف تأثرت مواقع الطاقة في إيران وإسرائيل بالصراع الجاري؟

شارك
دخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي على مستودع شاران للنفط في طهران، إيران - 16 يونيو 2025 - رويترز

أثارت الغارات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل مخاوف عالمية من تداعيات محتملة على البنية التحتية الحيوية للطاقة في المنطقة، بعدما طالت الهجمات المتبادلة منشآت نفط وغاز رئيسية في كلا البلدين، في وقت حساس يشهد تقلبات حادة في أسواق الطاقة العالمية.

حقل بارس الجنوبي للغاز تحت القصف

في 14 يونيو، شنّت إسرائيل هجوماً استهدف منشآت في حقل بارس الجنوبي العملاق للغاز، ما أدى إلى تعليق جزئي للإنتاج من الجانب الإيراني.

ويُعدّ الحقل جزءاً من أكبر مكمن للغاز الطبيعي في العالم، تتقاسمه إيران مع قطر، التي تديره تحت اسم "حقل غاز الشمال".

وقد أصاب الهجوم أربع وحدات من المرحلة 14 في الحقل، الواقعة على بُعد نحو 200 كيلومتر من منشآت قطر، والتي تشمل مشاريع مشتركة مع شركات عالمية كبرى مثل إكسون موبيل وكونوكو فيليبس.

ويُشكّل الحقل نحو ثلث احتياطي الغاز القابل للاستخدام في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أنه يحتوي على 1800 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهي كمية تكفي لتزويد العالم بالطاقة لـ13 عاماً، أو تلبية احتياجات الكهرباء في الولايات المتحدة لأكثر من 35 عاماً. وفي 2023، صدّرت إيران نحو 15.8 مليار متر مكعب من الغاز، رغم العقوبات والقيود التقنية التي دفعتها للاعتماد أساساً على السوق المحلية.

ضربات متبادلة تطال منشآت حيوية

على الجانب الإيراني، قالت طهران إن إسرائيل قصفت مستودع وقود ومصفاة نفط قرب العاصمة في نفس اليوم، مؤكدة أن الوضع بات تحت السيطرة.

أما في إسرائيل، فقد أعلنت مجموعة بازان عن إغلاق مصفاة حيفا، أكبر مصافي البلاد، في 16 يونيو بعد تضرر محطة الطاقة المرتبطة بها إثر هجوم صاروخي إيراني.

خبير للعربية: صادرات النفط الإيراني ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة قبل الحرب

وتبلغ طاقة مصفاة حيفا 197 ألف برميل يومياً، ما يعكس خطورة التصعيد على أمن الطاقة في المنطقة.

النفط الإيراني.. لاعب رئيسي رغم العقوبات

تُعدّ إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، إذ تنتج نحو 3.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام، بالإضافة إلى 1.3 مليون برميل يومياً من المكثفات والسوائل الأخرى، بما يعادل حوالي 4.5% من الإمدادات العالمية. وقد وصلت صادراتها، بدفع من الطلب الصيني، إلى 1.8 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأخيرة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018.

وتُعدّ مناطق خوزستان وبوشهر في جنوب غرب إيران مراكز الإنتاج الرئيسة، فيما يُصدر نحو 90% من النفط الإيراني عبر جزيرة خرج.

ورغم أن العقوبات الأميركية المشددة في 2018 خفضت صادرات النفط الإيراني إلى مستويات شبه معدومة، فقد تعافت تدريجياً مع تولي الرئيس جو بايدن السلطة، وسط تساهل نسبي في تطبيق العقوبات وقدرة إيران على التحايل عليها، بحسب محللين.

تأثير محتمل وأسواق تترقب

رغم تصعيد الغارات والهجمات، فإن الإمدادات لم تتوقف بشكل كامل حتى الآن. إلا أن التهديدات الموجهة إلى منشآت نفطية وغازية بهذه الأهمية قد تخلق صدمات مفاجئة في السوق، خصوصاً في حال تعرّض منشآت إضافية في المنطقة للخطر.

ويقول محللون إن أعضاء أوبك الآخرين يمتلكون طاقة إنتاج فائضة يمكنها تعويض أي انخفاض في الإمدادات الإيرانية، ولكن استدامة هذا السيناريو تبقى محل تساؤل في حال استمرار التصعيد.

في ظل هذا التوتر، تظل الأسواق مترقبة لأي تطورات عسكرية إضافية قد تمسّ البنية التحتية للطاقة، في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية بالنسبة لتوازن العرض والطلب في أسواق النفط والغاز.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا