في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثارت تصريحات زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض، يائير غولان، ردود فعل غاضبة داخل الحكومة والمعارضة، إذ اعتبر وزير الخارجية جدعون ساعر كلامه بأنه "لا يُغتفر" ويغذي معاداة السامية.
كذلك، اتهم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير ، غولان بالإدلاء بافتراءات دموية معادية لإسرائيل.
أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فصرح بأن "من شبّه إسرائيل بالنازية ويشوه سمعتها وجيشها خلال الحرب يجب نبذه"، في إشارة إلى مواقف سابقة لغولان.
كما وصف وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومي كرعي، غولان بأنه "إرهابي"، واتهمه بمحاولة عرقلة تحقيق أهداف الحرب وتهديد أمن الجنود الإسرائيليين.
من جهته، دعا زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس غولان إلى التراجع والاعتذار لمقاتلي الجيش الإسرائيلي، معتبرا تصريحاته متطرفة وكاذبة.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت: "أدين كلام يائير غولان، ومن يقتل الأطفال هي حماس فقط"، في محاولة لتبرئة الجيش الإسرائيلي من جرائم الحرب المتواصلة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وصعد غولان هجومه على الحكومة الإسرائيلية -أمس الإثنين- واصفا إياها بـ"العاجزة" و"المليئة بأشخاص تتملكهم مشاعر الانتقام ولا أخلاق لديهم"، وشدد على أنها "تشكل خطرا على وجود إسرائيل".
وقال غولان إن البلاد تسير نحو العزلة والانهيار الاقتصادي والاجتماعي، حيث إنها باتت تفقد قدرتها على توفير الأمان لمواطنيها، في وقت تتقدم فيه المنطقة إلى الأمام بينما تبقى إسرائيل "عالقة وتتحمل وحدها التبعات".
وأضاف أن إنقاذ إسرائيل من الحكومة الحالية بات "ضرورة ملحة".
وسبق أن اتهم غولان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفض أي تسوية للحرب في غزة، قائلا إن الحكومة تهدر الميزانية على الوظائف السياسية ودعم المستوطنات وإرضاء الأحزاب المتشددة، مما يجعل إسرائيل مكانا أكثر صعوبة للعيش فيه.
وقال الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين يمكن ربطها بتصريحات سابقة لوزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، الذي اعتبر أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في سياق الحرب على غزة يرتقي إلى مجازر وجرائم حرب.
وأشار جبارين في مقابلة مع الجزيرة نت إلى أن هذه التصريحات تنسب بشكل مباشر المسؤولية إلى نتنياهو وتضعه في قلب دائرة الاتهام، كمن يتحمل المسؤولية عن الفظائع المرتكبة.
وأكد أن أهمية هذه التصريحات لا تنبع فقط من مضمونها، بل من وجهتها إلى المجتمع الدولي ولأغراض المساءلة الدولية، وهي مفارقة لافتة في هذا السياق.
وأضاف جبارين أن الحكومة الإسرائيلية هي من دعت إلى التهجير والتجويع، مشيرا إلى أن أحد وزراء الحكومة قال قبل يومين فقط: "نحن نقتل 100 غزي يوميا، ومن يهتم في هذا العالم؟".
كما لفت إلى أن الحكومة ما إن توجه إليها أصابع الاتهام حتى تنتفض وتبدأ بتوجيه اتهامات بمعاداة السامية، رغم أن هذه الاتهامات تتعلق بأفعال قامت بها وصرحت وتفاخرت بها.
واعتبر جبارين أن ما يعطي هذه التصريحات وزنا إضافيا هو مواقف دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، إلى جانب ما تقوم به الولايات المتحدة مؤخرا، قائلا: "كل ذلك يصب في خانة واحدة، وهي أن على إسرائيل أن تغسل يديها من دماء الفلسطينيين".
وختم جبارين بالقول أنه رغم كل شيء، تبقى هذه الإدانات مهمة، خاصة على مستوى المحكمة الجنائية الدولية.