في حدث تاريخي، عاد دونالد ترامب إلى السلطة مطلع هذا العام بمساعدة ناخبين شكّلوا ائتلافاً من خلفيات متنوعة، من سائقي الشاحنات، والمحاربين القدامى، وأصحاب الأعمال، وغيرهم.
مثّل هؤلاء مجموعة واسعة من وجهات النظر التي ساعدت في تفسير جاذبية ترامب. ولكن بعد مرور 100 يوم على توليه المنصب، كيف يرى مؤيدو ترامب أداءه؟
يقول لويز أوليفيرا إنه "لا يستطيع مواكبة" التغييرات السريعة في السياسات التي أجراها ترامب خلال أول 100 يوم من ولايته.
ففي ملف الهجرة، أبدى أوليفيرا إعجابه بالقيود الجديدة التي فرضت على الحدود، والتركيز على عمليات الترحيل، بما في ذلك إرسال المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور.
وانخفضت المواجهات بين المهاجرين وعناصر حرس الحدود الأمريكيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات.
وتُعدّ هذه القضية مهمة للويز، وهو برازيلي دخل الولايات المتحدة بشكل قانوني في ثمانينيات القرن الماضي ويعيش الآن في نيفادا، ويصف الرجل البالغ من العمر 65 عاماً، تدفق المهاجرين في السنوات الأخيرة على أنه "غزو".
ويقول لويز إن ترامب يقول للمهاجرين غير المسجلين: "هذا بيتي، حديقتي، ولن تبقوا هنا".
ومع ذلك، يشعر بالقلق من نهج ترامب في مجالات أخرى، ففي حين يدعم جهود ترامب لإجبار الدول الأخرى على دفع "حصتها العادلة" من الرسوم الجمركية، عبر عن قلقه من الآثار الاقتصادية قصيرة المدى، والمدة التي قد تستغرقها أمريكا لتختبر فوائدها.
ويقول: "سيكون الأمر مؤلماً، ولا أعتقد أنه سيكون بالسرعة التي يتحدث عنها، أنا أدعمه، ولكن في النهاية، إذا لم ينجح هذا، فسأقول إنه خطأ، لقد تسرع في اتخاذ هذه القرارات، وأخاف الأسواق، وأخاف الاقتصاد".
دعمت أماندا سو ماثيس ترامب في انتخابات 2024، لأنها شعرت أنه المرشح الأفضل لمعالجة أكثر المشكلات إلحاحاً في الولايات المتحدة، وبعد مرور 100 يوم، تقول إنه حقق تقدماً ملحوظاً.
وتقول المرأة البالغة من العمر 34 عاماً: "كان هناك الكثير ممن اهتموا بالحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكني أعتقد أن الوقت قد حان لننظر إلى بلدنا ونُعيد الأمور إلى نصابها قبل أن نبادر بإصلاح مشاكل الآخرين".
وتطمح أماندا لـ"مجتمع قائم على الجدارة" وتشيد بإلغاء ترامب لسياسات التنوع والمساواة والشمول، التي كانت تهدف إلى تعزيز تمثيل الأقليات ومكافحة التمييز على حد قولها.
وينتقد البعض تلك السياسات ويعتبرونها تمييزية، وترى أماندا أنها تجاوزت الحدود في السنوات الأخيرة.
وتدعم أماندا الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب والتي تقيد الرعاية الصحية المتعلقة بالنوع الاجتماعي للأشخاص تحت سن 19 عاماً، وتحظر مشاركة النساء المتحولات جنسياً في الرياضات النسائية.
وبشكل عام، تعتقد أن الرئيس "متفوق" حتى الآن، وأن أول 100 يوم من ولايته جعلتها "أكثر سعادة بتصويتها له".
لكن أماندا سو مستعدة أيضاً لتغيير رأيها، وتقول: "أنا لست من الأشخاص الذين يؤيدون ترامب دائماً. إذا أخطأ، سأكون أول من يتحدث عن ذلك".
وكان وعد ترامب بفرض رسوم جمركية وإعادة عمليات التصنيع إلى أمريكا سبباً رئيسياً وراء تصويت بن ماور، سائق الشاحنة الذي يبلغ من العمر 39 عاماً من بنسلفانيا، لترامب.
ويقول مارو: "اعتقد الكثيرون أنه يخادع في أكثر من أمر".
وعبر مارو عن سعادته بفرض ترامب رسوماً جمركية على دول على حلفاء مثل كندا والمكسيك، وخصوم مثل الصين.
لكن في سلسلة من الإعلانات المضطربة، رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية وخفضتها وأجلتها وسحبتها، استجابةً للمفاوضات التجارية وردود فعل سوق الأسهم.
أما حالياً، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات، بينما كان نصيب الصين تعرفة بنسبة 145 في المئة على السلع التي تُصدرها إلى أمريكا.
وعلى الرغم من مخاوف الاقتصاديين بشأن ارتفاع الأسعار، يعتقد مارو أن الشركات التي يعمل معها ستستفيد على المدى الطويل.
ويقول عن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية: "ترامب أعاد الاحترام لأمريكا"، مضيفاً: "ما زلنا قوة لا يُستهان بها".
وبشكل عام، يشعر مارو أن ترامب كان أكثر إنتاجية في بداية ولايته الثانية، مشيراً إلى أن ترامب كان لديه الوقت الكافي للاستعداد، وهذا واضح على حد وصفه.
لم يتغير رأي جون كاري في دونالد ترامب، لكن الأشهر الأولى من ولايته الثانية لم تكن كما توقعت.
تقول الفنانة من كاليفورنيا، إن ترامب "أكثر عدوانية وأكثر تقلباً مما كنت أتوقع".
لكن جون، البالغة من العمر 70 عاماً، لا ترى في ذلك أمراً سلبياً، بل عبرت عن "اندهاشها" من "الهدر" الذي كشفت عنه "وزارة كفاءة الحكومة"، التي يقودها إيلون ماسك.
ويقول منتقدو ترامب إن ادعاءات ماسك بشأن التوفير مبالغ فيها، وقد واجه انتقادات شديدة بسبب تخفيض تمويل بعض الوكالات الحكومية، التي تم التراجع عنها لاحقاً، بما في ذلك فصل موظفين اتحاديين بارزين.
وتقول جون إنها غير واثقة في ماسك، وأضافت: "ماسـك شخصية لا أفهمها. لكن شعوري هو أنه إذا كان ترامب يثق به إلى هذه الدرجة، فلا بد أنه رجل جيد إلى حد كبير، ويملك الأفكار والأهداف الصحيحة".
وكانت جون قد أخبرت بي بي سي في السابق، بأنها قلقة من الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، وكانت تأمل أن يدفع ترامب الأمريكيين ليصبحوا أكثر اعتماداً على أنفسهم.
وبينما عبرت عن رضاها عن تخفيض الانفاق حتى الآن، تأمل ألّا يتم المساس بالضمان الاجتماعي، وهو الراتب الشهري الذي تعيش عليه جون، و67 مليون أمريكي من المتقاعدين أو ذوي الإعاقة.
ويحذر الديمقراطيون من أن الضمان الاجتماعي قد يكون معرضاً لقرارات من ترامب في المستقبل، لكن جون تتساءل: "لماذا يقطعون الضمان الاجتماعي بعدما خفّضوا الكثير من النفقات التي وفّرت لهم ملايين الدولارات؟".
لطالما وقف جيريمي ستيفنز إلى جانب ترامب لسنوات.
ويقول إن ترامب "ينجز ما وعد به في حملته الانتخابية بشكل عدواني للغاية".
وفي ورشة إصلاح السيارات الذي يملكه في ولاية مين، يُقابل جيريمي بعض العملاء الذين لا يتفقون مع قرارات ترامب الاقتصادية، لكن الرجل البالغ من العمر 45 عاماً يعتقد أن قلقهم بشأن الرسوم الجمركية تحديداً ناتج عن "قلة الفهم".
فالرسوم الجمركية هي جزء من رؤية إدارة ترامب التي يعتقد جيريمي أنها ستؤتي ثمارها على المدى الطويل، إذا استطاع منتقدوه الصبر حتى ذلك الحين.
ويقول إن "هناك تصوّر عام حول تأثير هذه السياسات الذي يعكس قصر النظر".
وكان لتقلبات ترامب في سياسات الرسوم الجمركية ثمن باهظ، حسبما يقول الاقتصاديون، فقد تسببت في انهيار الأسواق حول العالم، كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، وكانت الولايات المتحدة هي الأكثر تضرراً.
وحذر البنك الدولي من أن هناك فرصة بنسبة 40 في المئة لحدوث ركود في الولايات المتحدة.
لكن جيريمي مقتنع أن الوقت سيثبت صحة قرارات ترامب، ويقول: "إنها ألم مؤقت، وسيمر".