آخر الأخبار

مقال في فورين بوليسي: بنغلاديش تغير شكلها

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في تحليل إخباري نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، أفاد الكاتب سوميت غانغولي أن الآمال التي كانت معقودة على رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش محمد يونس لفرض النظام وقيادة البلاد نحو التقدم الاجتماعي باتت موضع شك.

وزعم أن الحكومة المؤقتة في الدولة الواقعة في جنوب قارة آسيا، أثارت مخاوف عميقة بشأن مستقبل البلاد من خلال تحركاتها وخياراتها في السياسة الخارجية وهذا سمح لقوى أخرى بالازدهار.

ويعتقد الكاتب أن يونس إما غير راغب أو غير قادر على كبح جماح "المتعصبين" الإسلاميين الذين بدأوا يتصدرون المشهد في بنغلاديش. وعلى صعيد السياسة الخارجية، يبدو أن رئيس الوزراء يميل على ما يبدو -وفق المقال التحليلي- إلى الابتعاد عن العلاقات التاريخية مع الهند المجاورة وإعادة توجيه البلاد نحو الصين و باكستان .

وقد يكون لكلا التحولين عواقب سلبية على بنغلاديش والاستقرار الإقليمي، طبقا للتحليل.

الجماعة الإسلامية

وأشار غانغولي -وهو زميل أقدم في معهد هوفر في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا- إلى أن "القومية اللغوية" البنغالية لعبت دورا في إنشاء بنغلاديش بعد انفصالها في عام 1971 عن باكستان ، وتميزت الدولة بالتزامها بالإسلام باعتباره دينا لغالبية السكان.

إعلان

وقال إن الجماعة الإسلامية ظلت قوة سياسية مهمة في بنغلاديش قبل الاستقلال وبعده، على الرغم من افتقارها إلى نفوذ انتخابي كبير.

ووفقا للكاتب، فإن الجماعة الإسلامية وأتباعها وجدوا في الآونة الأخيرة دعما من دول الخليج جراء تدفق الموارد المالية من تحويلات العمال البنغلاديشيين الذين يعملون هناك، هذا بخلاف "الإرشاد الديني" من السلطات الدينية في المنطقة.

ويدعي غانغولي أن هاتين القوتين قوضتا باطراد تمسك بنغلاديش بنمط "توفيقي" من الإسلام، وهي دولة ذات جذور معقدة ضاربة في التاريخ.

تساهل مع الجماعة الإسلامية

وعلى النقيض من مساعي رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة ، التي أطاحت بها ثورة شعبية، لاحتواء الجماعة الإسلامية خلال فترة حكمها، فقد اتخذ يونس نهجا أكثر تساهلا مع الجماعة، بما في ذلك رفع الحظر الذي كان مفروضا عليها في العهد البائد.

ووفقا للتحليل، فإن الجماعة بدأت تفرض نفسها شيئا فشيئا في الحياة العامة، في حين استهدف "الغوغاء" أفراد الأقلية الهندوسية والطائفة الأحمدية في البلاد.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن من المحتم أن يكون لهذا التحول في الأحداث التي تمور بها بنغلاديش انعكاسات سلبية على الأقلية المسلمة في الولايات الهندية المتاخمة لها.

ولفت إلى أن "التعصب" الديني ضد المسلمين في الهند قد تفاقم، وأن الهجمات ضد الهندوس في بنغلاديش ستزيد مشاعر العداء تجاه المسلمين في الهند، مضيفا أن ذلك قد بدأ بالفعل إلى حد ما.

ومضى غانغولي إلى القول إن فشل حكومة يونس في كبح جماح "التعصب الإسلامي" قد يؤجج التوترات والعنف بين الهندوس والمسلمين في شمال شرق الهند، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة مزعزعة للاستقرار في المنطقة بأسرها.

أما داخل بنغلاديش -والحديث ما يزال للكاتب- فإن تصاعد التعصب الديني ربما يؤدي حتما إلى مزيد من العنف واحتمال فرار الهندوس إلى الهند. وقد ينتهي الأمر بالقضاء على الشراكة طويلة الأمد لبنغلاديش مع نيودلهي.

إعلان

تودد للصين

ووفق الكاتب، فإن يونس تودد مؤخرا إلى الصين، الخصم التقليدي للهند. فخلال زيارته لبكين أواخر الشهر المنصرم، عرض يونس أن تكون بلاده موطئ قدم تنطلق منها الصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي في جنوب آسيا.

وأكد يونس للمسؤولين في بكين أنه نظرا لأن الولايات الشمالية الشرقية السبع في الهند غير ساحلية، فإن بنغلاديش هي الوحيدة التي يمكن أن توفر للصين إمكانية الوصول إلى خليج البنغال، واصفا بلاده بأنها "حارسة المحيط الهندي".

ومع أن الصين لم تصدر ردا رسميا بعد، لكن غانغولي يزعم أن تعليقات يونس أثارت مخاوف في الأوساط الدبلوماسية ودوائر السياسة الخارجية في نيودلهي، حيث إن وصول الصين إلى الموانئ على خليج البنغال يمكن أن يقوض الأمن البحري للهند.

ويرى الكاتب أن نيودلهي لا يمكنها تحمل التراجع المطرد لنفوذها في بنغلاديش، إذ يتعين عليها تكثيف جهودها الدبلوماسية الخاصة، والتذكير بدعمها التاريخي لدكا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا