كثف الجيش الاسرائيلي غاراته الجوية العنيفة منذ ساعات فجر الاثنين، بحسب ما أفاد مراسل بي بي سي عربي، إذ قصف بقرابة ثلاثين غارة أهدافاً متفرقة في محافظتي وسط القطاع وجنوبه، مستهدفاً منازل ومنشآت تجارية وسيارات مدنية وخيم نازحين ومساجد.
ونفذ الجيش غارات متفرقة على مدينة غزة وشمال القطاع، هي الأعنف منذ استئناف الحرب قبل أسبوع، أسفرت عن مقتل أكثر من ستة عشر فلسطينياً، وإصابة العشرات، فضلاً عن دمار واسع، وفق مراسل بي بي سي.
يأتي ذلك غداة مقتل إسماعيل برهوم، وهو قيادي بارز في حركة حماس، في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى في قطاع غزة، بحسب بيان للحركة، قالت فيه إن "برهوم كان يتلقى العلاج إثر إصابته بجروح حرجة في غارة إسرائيلية استهدفته فجر الثلاثاء الماضي في منزل في خان يونس".
وأعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه عنصراً بارزاً في حماس كان يعمل داخل مجمع المستشفى بعد "عملية جمع معلومات استخباراتية مكثفة"، مؤكداً استخدام "ذخائر دقيقة" لتخفيف الضرر.
وخلال الساعات الماضية، قُتِلَ تسعة أشخاص، وهم أفراد عائلتين في خان يونس، ستة منهم أفراد عائلة نازحة في قصف طال خيمتهم في منطقة قيزان رشوان جنوبي المدينة أشخاص، وثلاثة على الأقل في قصفٍ على منزل في منطقة معن شرقي المدينة.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن طائرات إسرائيلية استهدفت بقصف مباشر أكثر من خمس سيارات مدنية في مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، كان أغلبها متوقفاً، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وفي محافظة الوسطى، قُتِلَت سيدتان على الأقل وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات. واستهدفت غارة إسرائيلية ثانية منشأة تجارية في بلدة الزوايدة، وغارة ثالثة استهدفت خيمة تؤوي نازحين بمنطقة السوارحة وسط قطاع غزة ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وأفاد مراسل بي بي سي بمقتل ستة أشخاص آخرين في مدينة غزة على الأقل، وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلين متجاورين بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وتحدث شهود عيان عن أن عدداً من القتلى لا يزال في الشوارع غربي رفح عقب عملية التوغل المفاجئة التي وقعت أمس في منطقتي الحي السعودي وتل السلطان.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عدة مركبات تابعة له لا تزال محاصَرة غربي رفح، وإن الاتصال لا يزال منقطعاً مع أكثر من عشرة من أفراد طواقم الإسعاف، ولا يُعرَف مصيرهم، مؤكداً في بيان له أن الجيش الإسرائيلي يرفض التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل السماح بالوصول إلى المنطقة لإجلاء القتلى والجرحى.
والأحد، قصفت إسرائيل طابقاً في مستشفى في خان يونس في جنوب قطاع غزة مستهدفةً قيادياً في حركة حماس، كما أصابت "العديد من الأشخاص الآخرين"، بمن فيهم طواقم طبية، بحسب وزارة الصحة في غزة التي أكدت إخلاء قسم في المستشفى بعد تدمير جزء كبير منه.
وأظهرت لقطات، تحققت منها بي بي سي، أشخاصاً يحاولون إخماد حريق بعد الغارة.
اتهمت إسرائيل حماس مراراً باستخدام المستشفيات كمخازن أسلحة ومراكز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال المسؤول لبي بي سي إن القيادي الآخر في حماس صلاح البردويل، قُتل في غارة جوية إسرائيلية منفصلة في خان يونس يوم الأحد.
استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة في 18 مارس/آذار، منهيةً بذلك وقف إطلاق نار دام قرابة شهرين.
وقُتل مئات الأشخاص في غارات جوية منذ ذلك الحين.
ألقت إسرائيل باللوم على حماس لرفضها اقتراحاً أمريكياً جديداً لتمديد الهدنة.
بدورها، اتهمت حماس إسرائيل بالتخلي عن الاتفاق الأصلي المتفق عليه في يناير/كانون الثاني الماضي.
اندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختُطف 251 آخرون.
ردّت إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بهجوم عسكري على غزة للقضاء على حماس، أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
مساء الأحد، ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، واستئناف القتال في القطاع، بحسب ما أفاد مكتب نتنياهو.
وقال المكتب في بيان إن روبيو "أعرب عن دعم الولايات المتحدة الراسخ لإسرائيل وسياساتها".
وقبيل وصولها مساءً إلى إسرائيل، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من القاهرة إلى الإفراج عن الرهائن وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة واستئناف المفاوضات.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعاً"، في قرار نددت به منظمة إسرائيلية غير حكومية مناهضة للاستيطان.