في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في موقف لافت، نفى المرشد الإيراني علي خامنئي ارتباط بلاده بما يُعرف بـ"محور المقاومة"، مؤكداً أن الجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة تعمل باستقلالية، ولا تُعدّ وكلاء لإيران.
هذا التصريح، الذي يأتي في خضم توترات متزايدة بين إيران و الولايات المتحدة، يطرح تساؤلات جوهرية حول نوايا طهران الحقيقية: هل تحاول إيران إعادة صياغة خطابها السياسي لتخفيف الضغوط الدولية، أم أنها بصدد مراجعة استراتيجيتها الإقليمية؟.
تبرؤ خامنئي.. خطوة محسوبة أم اضطرارية؟
يرى المحلل السياسي محمد صالح صدقيان، خلال حديثه لسكاي نيوز عربية، أن تصريحات خامنئي لا تعني بالضرورة فك الارتباط مع حلفاء إيران في المنطقة، وإنما قد تكون ردا دبلوماسيا على الضغوط الأميركية المتزايدة، خصوصًا في ظل التهديدات المباشرة من واشنطن.
وتتزامن تصريحات خامنئي مع تصعيد أميركي متزايد، إذ كشف موقع "أكسيوس" أن ترامب أرسل رسالة صارمة لطهران عبر وسطاء، مهددا بعواقب وخيمة في حال رفضت إيران التفاوض.
في المقابل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة استهدفت كيانات وأفرادا إيرانيين، مما يعزز سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها واشنطن ضد طهران.
لكن في ظل هذا التصعيد، هل تسعى إيران فعلا إلى تهدئة التوترات أم أن الأمر مجرد لعبة دبلوماسية؟ يشير صدقيان إلى أن إيران ليست في وضع يسمح لها بالتراجع العلني عن دعم حلفائها، لكنها تحاول إدارة المشهد بذكاء لتفادي المواجهة المباشرة.
هل تتجه إيران لتغيير استراتيجيتها الإقليمية؟
على الرغم من أن خامنئي أعلن أن الفصائل المسلحة في المنطقة تعمل بدوافع مستقلة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة تخلي إيران عنها. فكما يوضح صدقيان، فإن إيران تعتمد على هذه الجماعات كأدوات ضغط استراتيجي، لكنها تحاول أن تنأى بنفسها عنها في التصريحات الرسمية، خصوصًا عندما يكون المشهد الدولي شديد الحساسية.
ويضيف صدقيان أن: "تصريحات خامنئي ليست مجرد خطاب عابر، بل تعكس محاولة لخلق مسافة دبلوماسية بين إيران وحلفائها، دون قطع الخيط الرفيع الذي يربطها بهم. هذا جزء من سياسة إيران في إدارة أزماتها، حيث تسعى إلى إبقاء نفوذها الإقليمي دون أن تتحمل تبعاته علنا".
لكن إيران، وفقًا لصدقيان، تدرك أن أي تراجع علني عن دعم حلفائها قد يضر بصورتها أمام جمهورها الداخلي، كما قد يثير قلق شركائها الإقليميين مثل روسيا و الصين. لذلك، تسعى طهران إلى تحقيق توازن دقيق بين تقديم إشارات تهدئة للمجتمع الدولي، دون إضعاف موقفها أمام مؤيديها.
المستقبل.. تصعيد أم دبلوماسية؟
في ظل هذه المعطيات، تبقى الخيارات مفتوحة: هل يؤدي هذا الخطاب الجديد إلى تقليل التوترات وفتح قنوات التفاوض، أم أن التصعيد سيظل هو العنوان الأبرز؟
يرى صدقيان أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة، حيث أن طهران لا تثق بالإدارة الأميركية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018. لكنه يعتقد أن هناك نافذة دبلوماسية قد تُفتح إذا قررت واشنطن تعديل نهجها في التعامل مع إيران.
مناورة أم تغيير حقيقي؟
تبرؤ خامنئي من وكلاء إيران في المنطقة قد يكون خطوة تكتيكية تهدف إلى تهدئة الضغوط الدولية دون تغيير جوهري في السياسة الإيرانية.
ومع استمرار التصعيد بين طهران وواشنطن، سيبقى السؤال مفتوحا: هل تمثل هذه التصريحات بداية تحول استراتيجي، أم أنها مجرد فصل جديد في لعبة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط؟