في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في ظل تصاعد العنف الدامي في الساحل السوري، واغتيال شخصيات بارزة، تطفو على السطح تساؤلات ملحة.. من المستفيد الحقيقي من تأجيج الفتنة في سوريا؟.. هل هي قوى داخلية تسعى لتعزيز نفوذها، أم أطراف خارجية تعيد ترتيب أوراقها في لعبة إقليمية معقدة.
يقول أستاذ الدراسات الدولية، شاهر الشاهر، خلال حديثه مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية إن المشهد في سوريا مشهد متأزم، وإن هناك عدة دوافع للاغتيالات والقتل، منها الشخصي والسياسي، دون استبعادٍ لأي دور خارجي.
ويضيف: "إذا كان الداخل قويا ومتماسكا، فلن يستطيع الخارج أن يفعل شيئًا". وهذا ما يلخص جملة الأحداث والتعقيدات التي تعيشها سوريا اليوم، حيث تتداخل المصالح الداخلية مع التدخلات الخارجية، لتصبح البلاد ساحة لصراعات متعددة الأوجه.
من جانبه، يرى الناشط السياسي والحقوقي عدنان الأحمد، أن المجتمع السوري يعيش حالة من عدم الاستقرار وعدم الثقة بين مكوناته، مما يجعله عرضة للاستهداف من قبل قوى خارجية.
ويقول: "عندما يكون هناك ظلم وإقصاء لبعض مكونات الشعب، تبدأ بذور الفتنة، وهنا تتدخل القوى التي تسعى لاستغلال هذا الجو السيء".
إيران.. لاعب إقليمي في المشهد السوري
يشير الشاهر إلى أن إيران لاعب إقليمي رئيسي في سوريا، ويؤكد على ضرورة إعادة ضبط العلاقات معها.
ويقول: "يجب ألا تشعر إيران أنها خرجت مهزومة، وأنها تعمل على عرقلة ما توصلت إليه سوريا".
كما يرى أن التواصل بين الحكومة السورية وإيران، خاصة عبر وساطة قطرية، قد يكون خطوة إيجابية نحو تخفيف التوترات. لكن الأحمد يقدم رؤية مختلفة، قائلًا: "إيران ليس لها أي شعبية في الساحل السوري، وهي تعتبر مسؤولة عن جزء كبير من الدم السوري من وجهة نظر المجتمع هناك".
ويشير إلى أن وجود قوات إيرانية في سوريا يزيد من تعقيد الأزمة، خاصة مع استمرار الانتهاكات اليومية وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة.
الأسباب الداخلية.. اقتصاد منهار وفوضى مسلحة
لا يمكن فهم الأزمة السورية دون النظر إلى الأسباب الداخلية التي تغذيها. يقول الشاهر: "الوضع الاقتصادي في الساحل السوري وفي باقي المناطق ضاغط، وهو يدفع الناس إلى سلوكيات غير قانونية وغير شرعية".
ويضيف أن الفصائل المسلحة التي كانت تعمل خارج سيطرة الدولة أصبحت الآن جزءا من الحكومة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
من جهته، يسلط الأحمد الضوء على الانتهاكات الممنهجة في الساحل السوري، قائلًا: "اليوم نتحدث عن مئات الآلاف من النازحين الذين هُجروا من بيوتهم خوفًا من القتل".
ويشير إلى أن تشكيل لجان تحقيق دون مشاركة أهالي الضحايا يزيد من الشكوك وعدم الثقة، مما يعمق الأزمة.
من يتحكم بمصير سوريا؟
مع دخول أطراف إقليمية ودولية على خط الأزمة السورية، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت سوريا تشهد إعادة ضبط لخريطة النفوذ. ويرى الشاهر أن الإعلان الدستوري قد يكون خطوة نحو استقرار نسبي، لكنه يحذر من أن التعقيدات أعمق بكثير.
ويقول: "هذه الأزمة يمكن أن تكون فرصة للرئيس الشرع أن يثبت بقوة وبحزم أنه قادر على محاسبة أي مقصر".
من ناحية أخرى، يشير الأحمد إلى أن غياب الولايات المتحدة عن المشهد السوري يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية جديدة، خاصة من تركيا و إسرائيل. ويقول: "غياب الولايات المتحدة يسترجع الباب مفتوحًا، خاصة في ظل دولة لا تسيطر على أراضيها".
الفتنة أداة في لعبة أكبر
يبدو أن إثارة الفتنة في سوريا تخدم مصالح أطراف متعددة، سواء داخلية أو خارجية. بينما يسعى النظام إلى توظيف الأزمة لتعزيز موقفه، تعمل القوى الإقليمية والدولية على إعادة ترتيب أوراق النفوذ في البلاد. وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى الشعب السوري هو الأكثر تضررًا، حيث يعاني من انعدام الأمن وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
سوريا اليوم على صفيح ساخن، وكل طرف يلعب بورقته، لكن الثمن يدفعه السوريون الذين يبحثون عن استقرار يبدو بعيد المنال في ظل هذه التدخلات المتشابكة.