في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء إن أوكرانيا أعربت عن موافقتها على مقترح أميركي بوقف فوري لإطلاق النار مدته 30 يوما على جبهات القتال مع روسيا، خلال المحادثات التي احتضنتها مدينة جدة السعودية اليوم بين أميركا وأوكرانيا.
وعقب الإعلان، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن على واشنطن أن "تقنع" موسكو بقبول مقترح وقف إطلاق النار.
كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بالاتفاق بشأن اقتراح لوقف إطلاق النار مع روسيا، وبقرار واشنطن استئناف المساعدات العسكرية لكييف.
وقال الزعيمان -على منصة إكس- بعد المحادثات الأميركية الأوكرانية "إنه تطور إيجابي قد يُشكل خطوة نحو سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا. الكرة الآن في ملعب روسيا".
وجاء في بيان أميركي أوكراني مشترك بعد اجتماع جدة أن "الولايات المتحدة ستوقف فورا تعليق المساعدات والتبادل الاستخباري مع أوكرانيا، كما اتخذنا خطوات مهمة باتجاه تحقيق سلام دائم في أوكرانيا وإبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا".
وقبل هذا البيان، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أوكراني لم تذكر هويته أن "المحادثات تسير على ما يرام" وأن "العديد من المسائل تمت مناقشتها" خلال أولى المباحثات رفيعة المستوى بين كييف وواشنطن منذ المشادة الكلامية بين زيلينسكي و ترامب خلال اجتماع بالبيت الأبيض الشهر الماضي.
وبدوره، أشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الذي يقود وفد بلاده في المباحثات ببداية "بناءة" وقال في منشور عبر منصة تليغرام مرفق بصور للقاء "الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام".
ومن جانبها، قالت الخارجية السعودية إن محادثات واشنطن وكييف تأتي ضمن مساعي المملكة لحل أزمة أوكرانيا بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي.
وفي منشور على حسابها بمنصة "إكس" أضافت الخارجية السعودية أن المحادثات تأتي أيضا انطلاقا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وبأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين.
تأتي هذه المحادثات ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وانطلاقًا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم…
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) March 11, 2025
وسافر زيلينسكي أمس الاثنين إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر للقاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، لكنه ترك المحادثات مع الأميركيين لثلاثة من كبار مساعديه.
وتوقع الرئيس الأوكراني أن تركز محادثات جدة على الضمانات الأمنية، وأن تفضي إلى نتائج عملية، وتعهد بأن يكون موقف أوكرانيا في هذه المحادثات "بنّاء بالكامل" وشدد على مسألة الإفراج عن الأسرى لدى روسيا وإعادة الأطفال الأوكرانيين إلى وطنهم باعتبارها خطوة مهمة في بناء الثقة بالجهود الدبلوماسية.
وقدم شكره للسعودية على الجهود التي تبذلها ودورها المحوري في المنطقة والعالم، وأشار إلى أنه عقد اجتماعا إيجابيا مع ولي العهد السعودي، وكتب عبر منصات التواصل الاجتماعي "كان من المهم جدا سماع كلمات مليئة بالثقة بشأن مستقبل أوكرانيا".
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي سينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي مايكل والتز "نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد وأخبار جيدة لنبلغكم بها". وأوضح أن واشنطن تريد الحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف كييف وطبيعة التنازلات المحتملة التي تستعد أوكرانيا لتقديمها.
وأضاف روبيو "لن أتفاوض مسبقا على أي شيء الآن. نحن في وضع الاستماع حقا. قد يكون لدينا اقتراحات يطلبونها، لكننا نريد التأكد بالفعل من موقفهم بشأن هذا ومما يستعدون للقيام به من أجل تحقيق السلام".
وفي رسائل وجهتها البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى أوروبا، قالت إن "واشنطن تعتمد على أوروبا للمساعدة في تحقيق السلام في أوكرانيا، وعليها (أوروبا) أداء دور رئيس في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا" مؤكدة أن واشنطن ملتزمة بإنهاء هذه الحرب وتحقيق سلام دائم بين موسكو وكييف.
وفي ذات السياق، قال مراسل الجزيرة إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى رؤساء أركان 30 دولة عبرت عن استعدادها للمساهمة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا عند وقف الحرب.
وفي مواجهة ضغوط الولايات المتحدة، ستعلن أوكرانيا في محادثات جدة تأييدها لوقف إطلاق نار محدود. وقال مسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم نشر اسمه "لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين خيارين لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما".
ونقلت شبكة "إيه بي سي" الأميركية عن مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني قوله "نريد أن نقترح وقفا جزئيا لإطلاق النار يمكن مراقبته، ثم نرى كيف سيرد الروس" مشيرا إلى أن الإطار الزمني للهدنة لا يزال غير واضح.
ورحب روبيو بالمقترح، وقال للصحفيين "لا أقول إن هذا الأمر وحده يكفي، لكنه نوع من تنازل ضروري بهدف وضع حدّ للنزاع". وتابع "لن نحصل على وقف إطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات".
وأضاف "لا يمكن للروس احتلال كل أوكرانيا، ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة إجبار الروس على العودة إلى حيث كانوا عام 2014″ في إشارة إلى وقت الهجوم الجزئي والاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.
وتزامن لقاء جدة مع تصعيد غير مسبوق بهجمات المُسيرات، إذ ذكر مسؤولون روس أن 91 مسيرة أوكرانية على الأقل استهدفت موسكو، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 18 آخرين وإشعال حرائق وإغلاق مطارات واضطرار عشرات الرحلات الجوية إلى تحويل مسارها.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت إجمالي 337 مسيرة أوكرانية فوق البلاد. ويهدف توقيت الهجوم فيما يبدو إلى إظهار أن كييف لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة بعد سلسلة هجمات صاروخية روسية أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا على الأقل السبت.