انفجرت ثلاث حافلات في مدينتي بات يام وحولون، جنوب تل أبيب، مساء الخميس، دون وقوع إصابات، في عملية وصفتها الشرطة الإسرائيلية بـ"هجوم إرهابي مشتبه به".
وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن عبواتٍ ناسفة وُضِعَت في حافلتين إضافيتين، إلا أنهما لم تنفجرا.
رداً على الحادث، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجيش بتنفيذ "عملية مكثفة ضد مراكز الإرهاب" في الضفة الغربية المحتلة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أعقاب الانفجارات، وتظهر الصور من بعض المشاهد الخمسة المنفصلة أفراداً من الطب الشرعي وهم يفحصون في الحافلات المحترقة.
لكن ماذا نعرف عن حيثيات الانفجارات والجهات المشتبه بها؟
وقعت الانفجارات حوالي الساعة 8:30 مساءً بالتوقيت المحلي (6:30 مساءً بتوقيت غرينتش) داخل ثلاث حافلات متوقفة في مواقف السيارات بمدينتي بات يام وحولون، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
ووفقًا للتقارير، وقع الانفجاران الأولان خلال دقائق من بعضهما، بينما انفجرت العبوة الثالثة بعد 15 دقيقة. وكانت جميع الحافلات فارغة وقت وقوع التفجيرات.
وبعد تمشيط المنطقة، عثرت قوات الأمن الإسرائيلية على عبوات ناسفة إضافية داخل حافلتين لم تنفجرا. وأكدت الشرطة أن جميع القنابل الخمس كانت متطابقة ومجهزة بمؤقتات.
تشير تقديرات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى أن المهاجمين كانوا ينوون تفجير العبوات الناسفة في الساعة التاسعة صباحًا، تزامنًا مع توجه المواطنين إلى أعمالهم، لكنهم أخطأوا في ضبط التوقيت، ما أدى إلى انفجارها مساءً بدلاً من ذلك.
ولم تُسجل أي إصابات، حيث كانت الحافلات متوقفة وخالية من الركاب بعد انتهاء رحلاتها. ووصف رئيس بلدية بات يام، تسفيكا بروت، الأمر بأنه "معجزة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
صنّفت الشرطة الإسرائيلية التفجيرات على أنها "هجوم إرهابي"، وأطلق جهاز الشاباك حملة تحقيق واسعة لتحديد المسؤولين عن زرع المتفجرات.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، عُثر على إحدى العبوات الناسفة، التي تزن خمسة كيلوغرامات، وعليها عبارة مكتوبة: "هذا انتقام من مخيم طولكرم"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة لما قالت إنه عبوة ناسفة عثر عليها في إحدى الحافلات المفخخة يظهر عليها كلمات تبدو عربية لكنها غير مفهومة.
وتشير التقارير إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن جماعات فلسطينية مسلحة من شمالي الضفة الغربية تقف وراء التفجيرات، رغم عدم تبنّي أي فصيل فلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو غزة، المسؤولية رسميًا وبشكل صريح العملية حتى الآن.
وفي سياق التحقيقات، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، اليوم الجمعة، مشتبهين يهوديين إسرائيليين، وتجري تحقيقات حول احتمالية تورطهما في نقل منفذي الهجوم إلى موقع التفجيرات، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقد نشر حساب منسوب لـ "كتائب القسام-كتيبة طولكرم"، على منصة تلغرام، أن "ثأر الشهداء لا ينسى ما دام المحتل على أرضنا"، دون الإعلان قطعياً عن المسؤولية عن التفجيرات.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يُزعم أنها تُظهر بعض المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم، إلا أنه لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن تؤكد صحة هذه المقاطع أو ارتباطها بالحادث.
أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي بتنفيذ "عملية مكثفة ضد مراكز الإرهاب" في الضفة الغربية المحتلة ردًا على التفجيرات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي نشر ثلاث وحدات إضافية في "القيادة المركزية"، المسؤولة عن العمليات العسكرية في الضفة الغربية.
وفي بيان له على منصة "إكس"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن "الجيش سيواصل العمل على الصعيدين الدفاعي والهجومي لحماية مواطني إسرائيل".
من جانبها، أعلنت وزيرة النقل الإسرائيلية، ميري ريغيف، إيقاف جميع الحافلات والقطارات وقطارات السكك الحديدية الخفيفة في جميع أنحاء البلاد مؤقتًا، حتى يتم إجراء فحوص أمنية شاملة للكشف عن أي عبوات ناسفة محتملة.
شهدت إسرائيل العديد من الهجمات التي استهدفت وسائل النقل العام، خاصة خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حيث نُفذت عدة تفجيرات انتحارية استهدفت حافلات في تل أبيب ومدن أخرى.
في أغسطس 2004، قُتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وأُصيب العشرات في تفجيرين انتحاريين متزامنين استهدفا حافلتين في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.
ونفذ عنصر من حركة حماس تفجيرًا انتحاريًا في حافلة على طريق حافلات يافا في القدس عام 1996، ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وتسعة جنود إسرائيليين.
واستهدف انتحاري من حماس عام 1994 حافلة في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا.
تأتي هذه التفجيرات الأخيرة وسط تصاعد التوترات في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.
شارك في الإعداد: ماريا راشد